267

بعد إلقائي محاضرة في مؤتمر عن الختان عام 1994 في الولايات المتحدة فوجئت باستلام عدة رسائل من يهود لم يسبق لي التعرف عليهم، وتبين لي أن إحدى المشاركات في ذلك المؤتمر قامت بتوزيع محاضرتي عليهم دون إذني، وبين مراسلي كان رئيس التعليم الطبي في جامعة ابن غوريون الإسرائيلية، واسمه «شيمون جليك» وهو من المؤيدين لختان الذكور، وقد تبادلت معه عدة رسائل حول ختان الذكور، وإحدى تلك الرسائل تضمنت مقالا يدعي أن الختان يقي من مرض الإيدز، شبكها مع ورقة كتب عليها بالإنجليزية عبارة تقول: «إذا أمر الله عمل شيء فلا يمكن لهذا العمل أن يكون مضرا.»

ويوما أرسل لي «برنارد لافري» ناشط يهودي في جنيف رئيس للجنة ضد معاداة السامية، قصاصة من جريدة

Nouvean Quotidien

السويسرية بتاريخ 23 / 8/ 1995 تشير إلى أن ختان الذكور يحمي من مرض الإيدز، وهذا الخبر منقول عن «هيئة الأخبار الفرنسية» التي نقلته عن «يومية الطبيب» الفرنسية، وهذه الأخيرة نقلته عن خبر صادر عن هيئة أخبار أمريكية بتاريخ 23 / 8 / 1995، وقد أبلغت هذا الخبر إلى السيدة «ماريلين مايلوس» رئيسة منظمة

Nocirc

والسيد «تيم هاموند» رئيس منظمة

Noharmm

وهما منظمتان أمريكيتان معاديتان لختان الذكور، وقد ردت السيدة «مارلين مايلوس» بتاريخ 1 / 9 / 1995 ما يلي:

إن مرض الإيدز ليس سببه الغلفة؛ بل الجراثيم التي تنتقل من خلال علاقة جنسية غير سليمة، وقطع الغلفة لم تثبت فائدتها في الوقاية من الإيدز في الولايات المتحدة، حيث أكثر ضحايا هذا الداء هم من المختونين.

إن الحجج الطبية التي استعملت لتبرير واستمرار بتر الأعضاء الجنسية في الغرب كانت دائما تتماشى مع الأمراض المرعبة في الوقت التي استعملت فيه تلك الحجج، وهكذا استعمل الخوف في العادة السرية في أواسط القرن التاسع عشر، ثم استعملت حجة النظافة في بداية القرن العشرين عندما وضعت نظرية الجراثيم، وفي أواسط القرن العشرين أصبحت الحجة الخوف من سرطان القضيب والرحم، وأما اليوم فهم يستخدمون حجة مرض الإيدز كوسيلة لتبرير عادة وحشية، ونحن الذين نعتبر تعسفا ضد الأطفال التشوية الجراحي لأعضائهم دون موافقتهم، يمكننا أن نفهم المقصود من تلك الحجج، فالعار كل العار لمن يستخدم مثل هذه الحجج.

ناپیژندل شوی مخ