232

هذا الفم يشبه الآلة المعدنية الحادة، أتخيل هذا الفم وهو يقبل زوجته، هل يمكن لهذا الفم أن يقبل امرأة؟! خيالي يعجز عن تصوره يقبل شفتي امرأة دون أن يستأصلهما من جذورهما مثل شفرتي الموس تماما .

وقد أصبح جورج بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، وبعد انتصاره العسكري في أفغانستان كأنما هو بطل الحرب ضد الإرهاب، كما كان أبوه بطل حرب الخليج ضد الشيطان، الغطرسة ذاتها والغرور وادعاء الصلة بالله، التكلم بلغة لا تفصل بين السياسة والدين، وتشجيع التيارات المسيحية واليهودية والإسلامية أيضا، بشرط ألا تكون الأخيرة تابعة لما يسميه الإرهاب الإسلامي، بل تكون مسالمة وادعة مطيعة للسياسة الأمريكية والديمقراطية وحقوق الإنسان (الإنسان هنا يعني الأمريكي). (1) فساد السياسة الرأسمالية الذكورية

أثبتت لي الحياة في نيويورك وفي غيرها من مدن العالم غربا وشرقا أن هذا النظام الرأسمالي الذكوري الذي يحكمنا دوليا ومحليا وعائليا لن يستمر؛ لأنه ضد المنطق والعدل والحرية والجمال.

إنه نظام فاسد وقبيح يتكثف قبحه مع مرور الأيام، فهذه الفضائح السياسية والاقتصادية والأخلاقية تتكشف عن طريق التسرب إلى الصحف رغم أجهزة الرقابة.

وكم كشفت أحداث انهيار وإفلاس الشركة الرأسمالية الكبرى «إينرون» عن فساد الشركات العملاقة الأمريكية والمتعددة الجنسيات، وعن ارتباط هذه الشركات بتمويل الدعايات الانتخابية لمن يتولون الحكم في الولايات المتحدة، عن ترابط مكاسب حكام الدول غربا وشرقا بهذه الشركات الرأسمالية العالمية، كشفت الصحف الأمريكية عن تورط عدد من قيادات الحزب الجمهوري والديمقراطي معا في فضيحة شركة إينرون على رأسهم الرئيس الأمريكي الراهن جورج بوش الابن.

يحاول منافسو جورج بوش استغلال الموقف، ومنهم المرشح السابق «جون ماكين» الذي أعلن على شاشة التليفزيون أن انهيار شركة إينرون سوف يكشف عن كثير من الخفايا في السياسة الأمريكية الحالية، بالطبع يحلم «جون ماكين» في كرسي الحكم بعد زوال جورج بوش، كما حلم جورج بوش بكرسي الحكم بعد زوال بيل كلينتون، وتجري لعبة التنافس على السلطة بأدنى الوسائل، أقلها الكذب والافتراء، وتضليل الجماهير، وشراء أجهزة الإعلام، أصبح «لاري كينج» أحد المذيعين على شاشة «السي إن إن» أهم من الرئيس الأمريكي، أما المذيعة الأمريكية ذات الرموش الصناعية على شاشة «السي إن إن» ذاتها فقد أصبحت أهم من أي رئيس دولة من دول العالم الثالث، يجلس أمامها ذلك الحاكم أو ذلك الملك الجبار في بلده، يجلس أمامها مؤدبا رقيق الصوت، مكتوف الذراعين والساقين مثل الفتاة العذراء .

يحاول أعوان جورج بوش كتمان أسرار شركة إينرون وإخفاء أسماء المتورطين فيها من الحزب الجمهوري، رغم أن المنافسين لهم يقودون الرأي العام الأمريكي مطالبين بكشف الأسرار وكشف الأسماء، وتدور اللعبة كما دارت في الفضائح السابقة في عصر نيكسون وكلينتون وكارتر وجونسون وروزفلت وغيرهم وغيرهم، فلا يخلو عهد من الفضائح في كل حكومات العالم، الفرق الوحيد بين الغرب والشرق، أن الفضائح في الغرب تنكشف أثناء حياة الحاكم، أما في بلادنا فهي لا تنكشف إلا بعد موته.

وكم يتعاون عمداء الجامعات في أمريكا مع الشركات الرأسمالية الكبرى مثل «إينرون»، التي تشارك في تمويل هذه الجامعات، وفي الضغط السياسي لتعيين هؤلاء العمداء أو رؤساء الجامعات، وقد اتضح ذلك من تردد عميد كلية الحقوق في جامعة تكساس في الإدلاء برأيه على الشاشة حول شركة إينرون، مبررا تردده بأنه ليس خبيرا في القانون، وبدا كلامه متناقضا مضحكا لأنه عميد كلية القانون في جامعة تكساس، إن ولاية تكساس هي الولاية التي تسيطر عليها عائلة بوش «الأب والابن»، و«الروح القدس»، والتي لعبت دورا كبيرا في حرب البترول في الخليج العربي وفي أفغانستان وبحر قزوين، والحروب البترولية القادمة خلال عام 2002، الذي سماه جورج بوش «الابن» «عام الحروب» للقضاء على «محور الشر» التي حدثت (العراق وإيران وكوريا الشمالية).

كنت طفلة حين سمعت عن محور الشر «ألمانيا وإيطاليا واليابان» منذ أكثر من ستين عاما، واليوم يعيد جورج بوش اللغة القديمة، والثنائيات المزمنة منذ نشوء العبودية، الخير/الشر، الله/الشيطان، الذكر/الأنثى، السيد/العبد، الأبيض/الأسود، الشرق/الغرب، الإسلام/المسيحية ... إلخ إلخ.

وفي جامعة نيويورك ونيو جيرسي يتضاحك الأساتذة والطلبة المتظاهرون ضد سياسة جورج بوش، يقولون إن هناك دولا متعددة تعترض لأنها لم تدخل «محور الشر» الذي أعلن عنه بوش، ومنها سوريا وليبيا وكوبا وغيرها من البلاد التي غضبت عليها الولايات المتحدة زمنا طويلا، كيف أفلتت هذه البلاد من غضب الإله الأمريكي الذي أصبح يحدد لنا من هو الشيطان أو الشياطين في هذا العالم!

ناپیژندل شوی مخ