224

کاشف له ذهنونو لپاره

الكاشف لذوي العقول (تنظيم)

ژانرونه

ووجه الإستدلال بها: أنها نزلت في رجلين من الصحابة، في حال حصار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبني قريظة. كان أحدهما يجتهد في إفساد نخليهم وقطعها. والآخر يجتهد في تقويمها وتصليحها. فبلغه صلى الله عليه وآله وسلم خبرهما. فاستحضرهما فسألهما عن شأنهما ، في ذلك؟

فقال الذي كان يفسدها: أما أنا يا رسول الله فخشيت أن لا يحصل الإستيلاء عليهم. وأردت أن لا ينتفعوا بها، إن بقوا.

وقال الآخر: وأنا وثقت من الله تعالى بالنصر لرسوله، وتمكينه منهم، فتبقى أرضهم فيئا للمسلمين، ينتفعون بها. فجعلت أصلحها لذلك.

فتوقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في تصويب أيهما. حتى نزلت الآية مصرحا فيها بأنه أراد من كل واحد منهما ما أداه إليه نظره. لقوله تعالى: { فبإذن الله }. ولا أذن منه تعالى في تلك الحال إلا الإرادة. فكذا حال المجتهدين في المسائل الظنية.

قلت: ومما يدل على الإصابة أيضا قوله تعالى في قصة موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام، حيث قال حاكيا:{ ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني، أفعصيت أمري ؟}. فقال هارون عليه السلام:{ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرآئيل ولم ترقب قولي}.

ووجه الإستدلال بها: أنه أخبر هارون عليه السلام أن عدم اتباعه لأخيه كان عن اجتهاد. وهو أنه ظن أنه إن اتبع أخاه لأمه على مفارقة بني إسرائيل لا عن وحي، بدليل قوله: {إني خشيت}.إذ الخشية: عبارة عن الظن. ولم يعترضه موسى عليه السلام. بل قبل ذلك منه، وصوبه وقرره. فدل ذلك على أنه مصيب في اجتهاده. وأن كل مجتهد مصيب. فتأمل!

مخ ۲۰۲