کاشف امین
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
ژانرونه
إذا عرفت ذلك، فاعلم أن الله تعالى لم يكلف عباده العقلاء من معرفة ذاته إلا ما مر ذكره، وأما غير العقلاء فلا تكليف عليهم بشيء من ذلك ولا غيره كالصبيان والمجانين وسائر الحيوانات لأن العقل مناط التكليف، فلم يكلف الله عباده العقلاء من معرفة ذاته إلا ما ذكر، لأنه لو كلفهم غير ذلك ولا دليل لهم على العلم به عقلا كما عرفت ولا ورد السمع به كما هو المعلوم أنه لم يرد السمع بزيادة عليه لكان ذلك تكليفا لما لا يعلم ولا خلاف في امتناعه.
نعم وقد علمت أيها الطالب الرشاد مما ذكر أنه لا مجال للعقل في العلم بأن له تعالى أوصافا لا يعلمها العباد سوى ما مر، ولا أن ليس له تعالى أوصاف لا يعلمونها سوى ما مر، وقد اختلف الناس بعد ذلك بين إفراط وتفريط وتوقف يتوسط، فحكى النوبختي وهو من أهل المقالات عن الزيدية والمعتزلة وأكثر الخوارج: أن ليس لله تعالى أوصاف لا طريق للعقل إليها. قال الإمام المهدي عليه السلام: لأنا لو قدرنا زيادته أو نقصه لعاد على التمييز الكامل بالنقض، وأقسم على ذلك أبو هاشم، وقال الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام وأبو الحسين: قال ابن أبي الحديد: وهو قول علي عليه السلام والأئمة من أولاده عليهم السلام: أن لله تعالى أوصاف لا يعلمها العباد ولم يطلع العباد من معرفة ذاته على كل ما يعلم.
مخ ۳۴۷