298

کاشف امین

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

ژانرونه

علوم القرآن

قلت: يظهر من كلامهما أن غير ملاحظ معناها في المقام وحينئذ فيقال: فما النكتة في العدول عنها والتعبير بإلا مع أن المعنى مع غير أوضح في إفادة المطلوب ولم يذكر تلك النكتة فلتتأمل، ويمكن أن يقال في ذلك، والله أعلم: إن في العدول إلى الإتيان بلفظ إلا الإشارة إلى المعنيين اللذين هما المقصودان من التوحيد والاستدلال بالدلالة عليه أحدهما: نفي إلهية جميع ماعدا الله تعالى، وثانيهما: إثبات إلهية الله تعالى، وهذان المعنيان لا تعطيهما غير لو عبر بها إلا إذا كانت استثنائية لا وصفية، فأما إلا فهي تعطيهما بكل حال لأنها لم توضع إلا للاستثناء فلا تخرج عنه، وإن أريد بها مع ذلك الوصفية فلا تنافي بينهما بخلاف غير فإنها قد يراد بها الوصف فقط من دون استثناء، تقول: هذا أمر غير عسير وغير ممتنع، ومنه قوله تعالى: {على الكافرين غير يسير } [المدثر:10]، وقد يراد بها الاستثناء، فدلالتها عليه مع اتيانها لغيره محتملة ودلالة إلا عليه غير محتملة لارتفاعه فتكون الدلالة بإلا قطعية وبغير ظنية، فعدل عن التعبير بغير إلى التعبير بإلا.

فإن قيل: فما ثمرة القول بأنها ضمنت الوصف معنى الاستثناء كما تفهمه عبارة الزمخشري أو أنها بمعنى غير كما هو صريح قول أحمد، وما الفرق بين قوليهما؟.

مخ ۳۲۹