98

الكشف والبيان

الكشف والبيان

پوهندوی

الإمام أبي محمد بن عاشور

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢

د چاپ کال

هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

قال الشاعر: فلو رفع السماء إليه قوما ... لحقنا بالسماء مع السّحاب «١» والسماء يذكّر ويؤنّث. قال الله تعالى: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ «٢» . وقال: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ «٣» . ظُلُماتٌ: جمع ظلمة، وضمّت اللام على الإتباع بضمّ الظاء. وقرأ الأعمش: (ظُلْماتٌ) بسكون اللام على أصل الكلام لأنّها ساكنة في التوحيد. كقول الشاعر وهو ذو الرّمّة: أبت ذكر من عوّدن أحشاء قلبه ... خفوقا ورفصات الهوى في المفاصل «٤» ونزّل الفاء ساكنة على حالها في التوحيد. وقرأ أشهب العقيلي: (ظُلَماتٌ) بفتح اللام، وذلك إنّه لمّا أراد تحريك اللام حرّكها الى أخفّ الحركات. كقول الشاعر: فلمّا رأونا باديا ركباتنا ... على موطن لا نخلط «٥» الجدّ بالهزل «٦» وَرَعْدٌ: وهو الصوت الذي يخرج من السحاب. وَبَرْقٌ: وهو النار الذي تخرج منه. قال مجاهد: الرعد ملك يسبّح بحمده، يقال لذلك الملك: رعد، والصّريم أيضا رعد. والبرق: ملك يسوق السحاب. وقال عكرمة: الرعد ملك موكّل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل «٧» . شهر بن حوشب: الرعد ملك يزجي السحاب كما يحثّ الراعي الإبل فإذا انتبذت السحاب ضمّها فإذا اشتدّ غضبه طار من فيه النار فهي الصواعق.

(١) لسان العرب: ١٤/ ٣٩٨. (٢) سورة المزمل: ١٨. (٣) سورة الإنفطار: ١. (٤) لسان العرب: ١/ ٤٧٥. (٥) في تفسير القرطبي: «نخلط» بدلا من «يخلط» . (٦) تفسير القرطبي: ١٦/ ٣١٠. (٧) زاد المسير: ١/ ٣٤.

1 / 163