76

الكشف والبيان

الكشف والبيان

پوهندوی

الإمام أبي محمد بن عاشور

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢

د چاپ کال

هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وفراء غرفية أثاي خوارزها ... مشلشل ضيعته فبينها الكتب «١» ويقال: كتبت البغل، إذا حرمت من سفرتها الخلقة، ومنه قيل للجند كتيبة، وجمعها كتائب. قال الشاعر: وكتيبة جاءوا ترفل ... في الحديد لها ذخر واختلفوا في هذا الْكِتابُ قال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك ومقاتل: هو القرآن، وعلى هذا القول يكون (ذلِكَ) بمعنى (هذا) كقول الله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ «٢» أي هذه. وقال خفاف بن ندبه السلمي: إن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عين تيممت مالكا «٣» أقول له الرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا إنني أنا ذالكا «٤» يريد [هذا] . وروى أبو الضحى عن ابن عباس قال: معناه ذلِكَ الْكِتابُ الذي أخبرتك أن أوجّه إليك. وقال عطاء بن السائب: ذلِكَ الْكِتابُ الذي وعدتكم يوم الميثاق. وقال يمان بن رئاب: ذلِكَ الْكِتابُ الذي ذكرته في التوراة والإنجيل. وقال سعيد بن جبير: هو اللوح المحفوظ. عكرمة: هو التوراة والإنجيل والكتب المتقدّمة. وقال الفراء: إنّ الله تعالى وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق على كثرة الردّ، فلمّا أنزل القرآن قال: هو الكتاب الذي وعدتك. وقال ابن كيسان: تأويله أنّ الله تعالى أنزل قبل البقرة بضع عشرة سورة «٥» كذّب بكلها المشركون ثم أنزل سورة البقرة بعدها فقال: ذلِكَ الْكِتابُ يعني ما تقدم البقرة من القرآن. وقيل: ذلِكَ الْكِتابُ الذي كذب به مالك بن الصيف اليهودي.

(١) الصحاح: ١/ ٢٠٨. (٢) سورة الأنعام: ٨٣. (٣) لسان العرب: ٣/ ٣٠٢. (٤) جامع البيان للطبري: ١/ ١٤٣. (٥) في المخطوط: سورا.

1 / 141