32

الكشف والبيان

الكشف والبيان

پوهندوی

الإمام أبي محمد بن عاشور

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢

د چاپ کال

هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وقال قوم هو من (الإله)، وهو الاعتماد، يقال: ألهت إلى فلان، آله إلها، أي فزعت إليه واعتمدت عليه، قال الشاعر: ألهت إليها والركائب وقّف «١» ومعناه: أن الخلق يفزعون ويتضرعون إليه في الحوادث والحوائج، فهو يألههم، أي يجيرهم، فسمي إلها، كما يقال: إمام للذي يؤتم به، ولحاف ورداء وإزار وكساء للثوب الذي يلتحف به، ويرتدى به «٢»، وهذا معنى قول ابن عباس والضحّاك. وقال أبو عمرو بن العلاء: هو من (ألهت في الشيء) «٣» إذا تحيّرت فيه فلم تهتد إليه، قال زهير: ... «٤» .. يأله العين وسطها مخفّفة وقال الأخطل: ونحن قسمنا الأرض نصفين نصفها ... لنا ونرامي أن تكون لنا معا بتسعين ألفا تأله العين وسطها ... متى ترها عين الطرامة تدمعا «٥» ومعناه: أن العقول تتحيّر في كنه صفته وعظمته والإحاطة بكيفيته، فهو إله كما قيل للمكتوب: كتاب، وللمحسوب: حساب «٦» . وقال المبرّد: هو من قول العرب: (ألهت إلى فلان) أي سكنت إليه، قال الشاعر: ألهت إليها والحوادث جمّة فكأن الخلق يسكنون إليه ويطمئنون بذكره، قال الله تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ «٧» . وسمعت أبا القاسم الحسن: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الرحيم القناد يقول: أصله من (الوله)، وهو ذهاب العقل لفقدان من يعزّ عليك. وأصله (أله) - بالهمزة- فأبدل من الألف واو فقيل الوله، مثل (إشاح، ووشاح) و(وكاف، وإكاف) و(أرّخت الكتاب، وورّخته) و(ووقّتت، وأقّتت) . قال الكميت:

(١) لسان العرب: ١٣/ ٤٦٩. (٢) كذا في المخطوط. (٣) يكون مشتق من: الوله، وهو التحيّر. (٤) بياض في المخطوط. (٥) غريب الحديث: ٢/ ٣٤٧. (٦) لسان العرب: ١٣/ ٤٦٩. [.....] (٧) سورة الرعد: ٢٨.

1 / 97