153

الكشف والبيان

الكشف والبيان

پوهندوی

الإمام أبي محمد بن عاشور

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٢

د چاپ کال

هـ - ٢٠٠٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

وقال المبرّد: سئل سيبويه عن هذه الآية؟ [فقال:] كل جمع حروفه أقل من حروف واحد فإنّ العرب تذكّره، واحتج بقول الأعشى: ودّع هريرة إن الرّكب مرتحل ولم يقل مرتحلون، وقال الزّجاج: معناه إنّ جنس البقر تشابه علينا. تَشابَهَ عَلَيْنا وفي تشابه سبع قراءات: تَشابَهَ: بفتح التاء والهاء وتخفيف الشّين وهي قراءة العامة وهو فعل ماض ويذكر موحد. وقرأ الحسن: تَشابهُ: بتاء مفتوحة وهاء مضمومة وتخفيف الشّين أراد تشابه. وقرأ الأعرج: تَشّابهُ: بفتح التاء وتشديد الشّين وضم الهاء على معنى يتشابه. وقرأ مجاهد: تشبّه، كقراءة الأعرج إلّا إنّه بغير ألف لقولهم: تحمل وتحامل. وفي مصحف أبي: تشابهت على وزن تفاعلت [فالتاء] لتأنيث البقر. وقرأ ابن أبي إسحاق: تشّابهت بتشديد الشين قال أبو حاتم: هذا غلط لأن التاء لا تدغم في هذا الباب إلّا في المضارعة «١» . وقرأ الأعمش: متشابه علينا- جعله اسما. ومعنى الآية: التبس واشتبه أمره علينا فلا نهتدي إليه. وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ إلى وصفها. قال رسول الله ﷺ: «وأيم الله لئن لم يستبينوا لما تبينت لهم آخر الأبد» [٩٠] . قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ مذلّلة بالعمل- يقال: رجل ذليل بيّن الذّل، ودابة ذلولة بيّنة الذّل. تُثِيرُ الْأَرْضَ أي مثلها للزراعة. وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ بريئة من العيوب، وقال الحسن: مسلّمة القوائم ليس فيها أثر العمل. لا شِيَةَ فِيها قال عطاء: لا عيب فيها. قال قتادة: لا بياض فيها أصلا. مجاهد: لا بياض فيها ولا سواد.

(١) راجع تفسير القرطبي: ١/ ٤٥٢.

1 / 218