الخواص أيضا فإنهم يظنون أن الغضب إذا كان لله تعالى كان عذرا كيف كان وليس كذلك
[العلاج بنحو الإجمال]
إذا عرفت هذه الوجوه التي هي أسباب الغيبة فاعلم أن الطريق في علاج كف اللسان عن الغيبة يقع على وجهين أحدهما على الجملة والآخر على التفصيل أما على الجملة فهو أن يعلم تعرضه لسخط الله تعالى بغيبته كما قد سمعته في الأخبار المتقدمة وأن يعلم أنه [أنها] تحبط حسناته فإنها تنقل في القيامة حسناته إلى من اغتابه بدلا عما أخذ من عرضه فإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئاته وهو مع ذلك متعرض لمقت الله تعالى ومشبه عنده بأكل الميتة
وقد روي عن النبي(ع)أنه قال ما النار في اليبس بأسرع من الغيبة في حسنات العبد
وروي أن رجلا قال لبعض الفضلاء بلغني أنك تغتابني فقال ما بلغ من قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي فمهما آمن العبد بما وردت به الأخبار لم ينطلق لسانه بالغيبة خوفا من ذلك وينفعه أيضا أن يتدبر في نفسه فإن وجد فيها عيبا فينبغي أن يستحيي من أن يترك نفسه ويذم
مخ ۲۷