للمرء أن يستقبل قبره (١) ويدعو. وهذا الذي ذكرناه عن مالك والسلف يبين (٢) ضعف ما ينقله المحرفون عن مالك ونحوه، مما يخالف ذلك مما هو خلاف مذهبه المعروف بنقل الثقات من أصحابه، وهو نص على أنه لا يقف عند قبره للدعاء مطلقًا، ولم يذكر أحد من الأئمة أن أحدًا منهم استحب أن يسأل أحدًا (٣) بعد الموت، وإنما يعرف ذلك في حكاية ذكرها طائفة من متأخري الفقهاء عن أعرابي أنه أتى قبر النبي ﷺ وقال:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
فاحتجوا بهذا الحكاية التي لم (٤) يثبت بها حكم شرعي، لا سيما في مثل هذا الأمر الذي لو كان مشروعًا لكان الصحابة والتابعون أعلم به وأعمل (٥) .