والنصارى من الشرك والتبديل والتحريف، وقد صح عن النبي ﷺ في عدة أحاديث أنه قال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا (١) " (٢) .
وقد ذكر شيخ الإسلام –رحمه الله تعالى-طرفًا مما شابه فيه أهل الكتاب كثيرًا من هذه الأمة، وما شابهوا فيه أعداء الرسل من الأمم، فإنه قال (٣): (وما زال المشركون يسفهون الأنبياء، ويصفونهم بالجنون والضلال، كقوم
نوح وعاد وثمود، وهكذا تجد من فيه شبه (٤) بهم، إذا رأى من يدعو إلى توحيد الله، وإخلاص الدين له؛ وأن لا يعبد الإنسان إلا الله، ولا يتوكل إلا عليه:
استهزؤا ذلك لما عندهم من الشرك، وكثير من هؤلاء يخربون المساجد (٥)، فتجد المسجد الذي بني للصلوات الخمس معطلًا مخربًا، والمشهد (٦) الذي بني على الميت عليه الستور والزينة والرخام، والنذور تغدو/ وتروح إليه، فهل هذا إلا لاستخافهم (٧) بالله، وباياته، ورسوله، وتعظيمهم للشرك؟
(١) أخرجه البخاري كتاب الصلاة باب "٥٥": (ح/٤٣٥و ٤٣٦)، ومسلم كتاب المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور: (ح/٥٣١) من حديث عائشة وابن عباس وفيه قصة.
(٢) في هامش (الأصل) و"م": "وهذا هو الواقع في هذه الأمة اتخذوا القبور مساجد ومشاهد".
(٣) انظر "الرد على البكري"ص ١٤٢.
(٤) في (الأصل): "من عليه شبيه بهم ... "، وفي "م" و"ش": "من عليه شبه بهم.." ولعله الصواب ما أثبت.
(٥) في "م" و"ش": "المسجد".
(٦) في (المطبوعة): "والمسجد" وهو تحريف.
(٧) في (المطبوعة): "إلا استخفاف منهم.." وهو تحريف.