152

کشف څه چې ابليس داود بن جرجيس د زړه باندې راوړلی

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

ایډیټر

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

خپرندوی

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

١١٩٣هـ

د چاپ کال

١٢٨٥هـ

بالنار (١) وقال:
لما رأيت الأمر أمرًا منكرا ... أججت ناري، ودعوت قنبرا
وهذا هو الشرك الأكبر، وهو أعظم ذنب عصى الله به، وهو الذي بعث
الله [به] (٢) رسله بإنكاره، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ/ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ (٣)، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًا.
وقد تقدم قول الإمام مالك وغيره: (إن الطاغوت ما عبد من دون الله) .
وقد حده العلامة ابن القيم بحد جامع مانع، فقال: (الطاغوت: ما تجاوز به العبد حده: من معبود، أو متبوع، أو مطاع) (٤) .
فلا ذنب أعظم من أن يعتقد أحد أنه إذا دعا ميتًا أو غائبًا أو استشفع به أنه يشفع له، وقد أبطل الله هذا الزعم الكاذب في الآيات المحكمات وفي الآيات التي ذكر فيها الشفاعة، وبيَّن تعالى الشفاعة المثبتة، ونفى كل شفاعة فيها شرك تُطلب من غيره، كما تقدم من أنه شرك ينافي الإخلاص هو
دينه الذي لا يرضى من أحد دينًا سواه، كما قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ (٥) . ولا ريب أن الاستشفاع بالأموات يتضمن أنواعًا من العبادة سؤال غير الله، وإنزال الحوائج به من دون الله، ورجائه، والرغبة إليه، والإقبال عليه بالقلب

(١) القصة أخرجها البخاري في كتاب "استتابة المرتدين" باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم: (ح/٦٩٢٢) مختصرة، وابن عبد البر في "التمهيد": (٥ /٣١٧ و٣١٨) . وقد حسن الحافظ ابن حجر في "الفتح": (١٢/٢٨٢) سندها.
(٢) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م".
(٣) سورة النحل، الآية: ٣٦.
(٤) انظر "مدارج السالكين": (٣/٤٨٢) .
(٥) سورة الزمر، الآيتان: ٢و٣.

1 / 167