<1/ 223> فصل في نصيحته رحمه الله لبعض إخوانه قال رضي الله عنه: وأوصيك وأنصحك أن لا تستعين بمن يظلم ويقتل من لا يستحل قتله، وينهب الأموال التي لا تحل، وأغريك بالتودد إلى العدو والصلح معه ودعاؤه إلى ترك الذنوب التي يقر أنها ذنوب، كشرب الخمر وأكل الخنزير والزنا وغصب الأموال، وبوضع نفسك موضع غريب دخل عمان يستوي عند أهلها، وبدعائه إلى ما لا ينكر من الطاعة، كنفع الطلبة والفقراء وإقامة العلم حفظا ودرسا، وقراءة القرآن وعمارة المساجد، وإلا فكأني أراك تستعين بالإنكليز أو غيرهم من النصارى أو من أهل الملة أو من أهل مذهبك ومن لا يتقي الله عز وجل، فيقل أهل عمان، بل هم قليلون ويزدادون قلة وضعفا، وتزدادون ضعفا حتى يذهب عنهم اسم الجماعة. وسلم على السلطان وأخبره بنصحي لك.
وقال أيضا: وأنصحكم الله أن تطلبوا الجائر وتدرؤوه ولو بمال أن يخلي بينكم وبين إهراق الخمر وقتل الخنزير وإبطال الدخان، وبينكم وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكتبوا بذلك، ويكون عونا لكم. وجاء الحديث أنه «إذا رأيتم أمرا لا تقدرون عليه فدعوه حتى يكون الله المغير له».
خاتمة في معنى عروس الخافقين صلى الله عليه وسلم
قال رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله عليه وسلم وبعد: فسلام من كاتبه أمحمد بن الحاج يوسف اطفيش على السلطان فيصل هداه الله إلى العدل في الرعية ونفع المسلمين ونصره ويسر له مراده وجازاه على الإسلام خيرا. اعلم رحمك الله أن عروس الخافقين في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعناه تعظيمه <1/ 224> وتشبيهه بالعروس باتباع العروس والحاضرين في العرس، من مذعن ومعاندين فإنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى أهل الدنيا من المكلفين الأولين والآخرين وكلهم عاملون في شأنه كأهل العرس في شأن العروس.
وسئل أيضا عن عروس الخافقين صلى الله عليه وسلم.
مخ ۱۰۳