سنن المكابرة والمباهتة، وتركوا بنيات الطريق [1] وقد خلصنا نحن من هذه العهدة فإن الأئمة الاثنى عشر (عليهم السلام) قد تعينوا عندنا بنصوص واضحة جلية لا شك فيها، ولا لبس ولم نحتج في الإقرار بهم (عليهم السلام)، والاعتراف بإمامتهم إلى استنباط ذلك من كتبهم، وإنما أوردنا من ذلك ما أوردناه ليكون حجة عليهم ولا يقدح في مرادنا كونهم (عليهم السلام ) منعوا الخلافة، وعزلوا عن المنصب الذي اختار هم الله له، واستبد به دونهم، إذ لم يقدح في نبوة الأنبياء (عليهم السلام) تكذيب من كذبهم، ولا وقع الشك فيهم لانحراف من انحرف عنهم، ولا شوه وجوه محاسنهم تقبيح من قبحها، ولا نقص شرفهم خلاف من عاندهم ونصب لهم العداوة، وجاهرهم بالعصيان وقد قال علي (عليه السلام): وما على المؤمن من غضاضة [2] في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه، ولا مرتابا بيقينه. وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه في أيام صفين: والله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر [3] لعلمنا أنا على الحق وإنهم على الباطل وهذا واضح لمن تأمله.
فأما النص فكما قال الشيخ كمال الدين، وهو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نصها في علي (عليه السلام) كما سنذكره في بابه عند وصولنا إليه من طرقنا وطرقهم، وأما العدة وتعيينها فإن صدقهم (عليهم السلام) وعصمتهم ثابتة في كتب أصولنا، وهم أخبرونا بولاية كل واحد واحد منهم (عليهم السلام)، وأخبرونا بالإمام الثاني عشر، واسمه وصفته واسم أبيه وحال غيبته وأمر ظهوره، وصح ذلك عندنا وثبت ثبوتا لم نحتج معه إلى غيرنا، وإنما نذكر ذلك من أقوالهم ليكون حجة عليهم، وبسط هذا القول ومفصل هذه الجملة يرد في أخبار مولانا الخلف الصالح صاحب الأمر صلى الله عليه وعلى إله الطاهرين.
ذكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
ولد (عليه السلام) بمكة في البيت الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة ولم يولد في البيت الحرام أحد سواه قبله ولا بعده، وهي فضيلة خصه الله بها إجلالا له، وإعلاما لرتبته، وإظهارا لتكرمته.
مخ ۷۸