155

ومنه عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طير، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاءه علي فأكل معه.

قال رضي الله عنه: أخرج أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في جامعه وذكره النسائي في حديثه.

وبالإسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا بسب علي، فامتنع، فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت فثلاث قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم [1]، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي (عليه السلام): يا رسول الله، تخلفني مع الصبيان والنساء؟ فقال له رسول الله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي عليا، قال: فأتاه وبه رمد، فبصق في عينه فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه وأنزلت هذه الآية: ندع أبناءنا وأبناءكم @HAD@ ... وأنفسنا وأنفسكم

وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.

قال رضي الله عنه: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أما ترضى أن تكون معي بمنزلة هارون من موسى

أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق كثيرة.

قلت ورواه أحمد بن حنبل في مسنده بطرق كثيرة أيضا، وأما حديث الراية فقد أخرجه مسلم في صحيحه، ونظم ذلك حسان بن ثابت [3]، فقال:

وكان علي أرمد العين يبتغي

دواء فلما لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة

فبورك مرقيا وبورك راقيا

مخ ۱۶۰