لا يغزو، ودانت له الآفاق، وأتته الرسل من ملك بابل والأكاسرة، وحملوا إليه الهدايا والتحف، وغزا السند، والترك، وبابل، وكان ذلك في زمن موسى للتل. وللرائش أخبار كثيرة، اختصرتها خوف الإطالة. أبرهة ذو المتار
تم ملك من بعده ابنه أبرهة دو المنار(1، وسمى دو المنار لأنه أول من بنى المنائر(2) والأعلام والأمثال على السبل، ليهتدي بها عند قفوله من غزوه، وكان فزوه إلى منقطع العمارة من الغرب، وملك جميع تلك النواحي، وقيل: إن أبرهه كان أجمل أهل زمانه، عشقته امرأة من الجن، يقال لها المنعوق بنت المرابع، فتزوج بها، فولدت له العيد، وسار أبرهه غازيا، ومعه ابنه العيد، واستخلف على اليمن ابنه افريقش(، إلى أرض السودان برا وبحرا، وأمعن فيها، وأقام بها. وأرسل ولده العيد إلى أرض المغرب في عسكره، فسار بها، حتى أتى على قوم وجوههم في صدورهم، وإذا جاءهم النهار، وحميت عليهم الشمس، استخفوا فى الماء، فوضع فيهم السيف، حتى أفناهم، ورجع إلى أبيه بسبايا كثيرة منهم، فلما قدم بهم إلى أبيه، ذعرت الناس منهم، فسمي دو الأذعار
مخ ۱۴۰