ففى هذه السنة، تزوج علي بن أبي طالب بفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، في شهر صفر، لليال بقين منه، وقيل: في شهر رجب، وبنى بها في شهر دي الحجة، وقيل: تزوجها فى رمضان، وهي بنت ثمانى عشرة سنة، وأهديت وإليه في بردين، وعليها دملجان من فضة، ومعها خميلة ومرفقة من أدم حشوها ليف.
وهي الوسادة، ومنخل ، ورحى، وقدح، وجرباب، وفراش من غليظ الكتان، حشوه ليف. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم، خطب حين زؤج عليا بفاطمة، فقال: «الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميزهم بأحكامهم، وأحكمهم بعزته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا، وأمرا مفترضا، نسخ به الآثام، وأوشح بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال عجل: (وهو الذى خلق من المآء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)، فأمر الله يجري إلى قضائه،
مخ ۳۰۸