215

کشف الغمې

كشف الغمة

ژانرونه

ضربة رجل واحد، فيقتلونه، فنستريح منه، ويتفرق دمه في القبائل، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، ويرضون بالعقل، فنعقله لهم جميعا.

فقال الشيخ النجدي: القول ما قال هذا الرجل، وهو الرأي عندي، فاجتمع القوم كلهم على ذلك.

فأتى جبريل لهلل، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما كان من اجتماعهم، وقال له: لا تبيتن الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، وأمره بالهجرة إلى المدينة.

فلما كانت العتمة، اجتمع القوم على بابه، وترصدوا له، حتى ينام، فيبيتونه، فلما رأى النبي مكانهم، قال لعلي: نم على فراشي الليلة، واتشح ببردي الحضرمى (98) الأخضر، فإنه لا يخلص إليك شىء تكرهه. فبات عل نلك الليلة على فراش النبي

وخرج النبي إلى أبي بكر، فقال له: قد أذن لى في الخروج، فقال أبو بكر. الصحبة يا رسول الله؟ قال: نعم، فعمدا إلى الغار(1)، وكان خروجهما ليلة الاثنين، لثلاث بقين من شهر صفر، وقيل: لأربع خلون من ربيع الأول.

ويروى أن أبا بكر قال لعائشة: لو رأيتنى ورسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ صعدنا إلى الغار، وقدما رسول الله تقطران دما، وأما قدماى (فعادا)(2) كأنهما صنوان، وكان أبو بكر يمشي تارة قدام النبي، فيذكر الطلب من خلفهما، فيمشي خلفه، ثم يذكر الرصد، فيمشى قدامه، شفقة على النبي منه، حتى انتهيا إلى الغار، فقال أبو بكر: دعنى أدخل قبلك، التمس الغار إن كان فيه شيء، فدخل أبو بكر

مخ ۲۸۰