فصل (فى مقاطعة قريش لبتى هاشم)
ثم إن قريشا تعاهدت مع النبى، وتقاسمت على عداوته، وذلك أنه لما فشا الإسلام في القبائل، وعرفت قريش أنه لا سبيل إلى محمد، اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتابا إلى بنى هاشم وعبد المطلب، أن لا ينكحوا إليهم، ولا يبايعوهم، ولا يشتروا منهم، ولا يخالطوهم، ولا يكلموهم ولا ينصرونهم، ولا يتركوهم ينتفعون بشيء من المنافع، فكتبوا العهود على بعضهم بعض، ثم غدوا على من أسلم، فأوثقوهم وآذوهم، واشتد البلاء والفتنة على المسلمين، وقال المشركون: لا صلح ولا رحم، إلا على قتل هذا الصابئى، فدخل أبو طالب والنبى وبنو عمه، ومن اتبعهم من المؤمنين، والمشركون الذين حموهم، وانحازت بنو هاشم وبنو المطلب كلهم إلى شعب أبي طالب، غير بى لهب، فإنه انضم إلى قبائل فريش، وظاهرهم على ال
وآذت قريش رسوللهالى اللهوعليه وسلم، وضربوا أصحابه في كل طريق، وحصروهم ف الشعب، ولم يتركوا أحدا يدخل عليهم طعاما ولا شيئا، وإذا خرجوا من الشعب إلى الموسم، نادى منادي الوليد بن المغيرة: أيما رجل تجدوه يشتري طعاما، فزيدوا عليه. فبقوا على ذلك ثلاث سنين، حتى بلغ بهم الجهد الشديد، وسمع أصوات صبيانهم، يتصارخون من الجوع، وكانوا لا يصل إليهم شي من الطعام إلا سرا، ممن أراد صلتهم مستخفيا.
ثم قام في نقض العهد نفر من قريش، ولدتهم تساء ن بني هاشم، منهم: هشام بن عمر، وزهير بن ابي
مخ ۲۲۲