وقال طائفة: كان قد اشتغل بالكلام، وأفنى فيه عمره، وبلغ منه أقصى مبلغ، ولم ير لنفسه وتبة عند العامة، ولا منزلة عند الخاصة، فأظهر التوبة؛ ليؤخذ عنه، ويقبل عليه، وتحصل له منزلة، فبلغ بذلك بعض ما أراد.
وبه إلى أبي علي المقرى قال: كان أبو عبد الله الحمراني رحلثه إماما في الاغة، قيما بالنحو والعروض والغريب والأخبار والأشعار، مقدما في ذلك، لم يكن فيه عصبية في الديانات، ولا ميل إلى الغلو في ذلك، ولا يقول في ذلك إلا بالحق
وبالسند المتقدم إلى أبي على المقرى قال: سمعث أبا عبد الله الحثران يقول: حضرث يوما في چنازة بالبصرة والميت يدفن، ونحن قيام على شفير القبر، والأشعري قائم إلى جانبي، والحفار يقول: اللهم وسع له ححفرته - أو قال: وسع مدخله - ولقنه حجته، وبرد مضجعه، وهون عليه ماهو الاقيه. قال: فقال له الأ شعرى -أخزاه الله ولعنه وأبعده-: وألعقه خراه. قال: فالتفت إليه، فقلت: يا أبا الحسن، هذا كلام من غير ذاك الجانب. قال: فقال لي: أنا في ذلك الجانب وولدث.
مخ ۱۰۷