Kashf al-Zuyuf
كواشف زيوف
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
حركات التضليل في العلوم الطبيعية:
الأصل في العلوم الطبيعية أن تخضع الأفكار والآراء والفرضيات والنظريات فيها للملاحظة والتجربة والمشاهدة، فما أثبتته التجارب صحّ تقريره ضمن حدود الإثبات التجريبي، وأوصاف الظاهرة المشاهدة.
ولكن استطاع المضللون أن ينتقلوا من ملاحظة الظواهر وإجراء التجارب وتقرير النتائج وفق أوصاف ظاهراتها، إلى تفسيرات وتعليلات نظرية فلسفية، غير خاضعة للملاحظة ولا للتجربة، ولا للمشاهدة، وهي تفسيرات وتعليلات فلسفية مجردة، وليس من شأن العلوم الطبيعية القائمة على الملاحظة والتجربة العملية أن تدل عليها بحالٍ من الأحوال، إذ هي قضايا فكرية نظرية لا علاقة للعلوم المادية بها.
لكن المضللين حاولوا دسها ضمن العلوم الطبيعية المادية، مع أنها نظرات فلسفية تتعلق بأمور غير حسية، ليوهموا أن العلم التجريبي قد أثبتها.
وهذا خداع مقصود يشبه خداع الذئب إذ يندس في قطيع من الغنم، وهو يرتدي جلد خروف.
* * *
حركات التضليل في مجالات العلوم الإنسانية:
ووجد المضللون المفسدون في الأرض العلوم الإنسانية ميادين رحبة، وأرضًا ملائمة، للقيام بنشاطاتهم فيها.
فاتخذوا منها مواقع ومراتع، وأقاموا فيها مؤسسات توجيهية، ومدارس تعليمية، لبثِّ أفكارهم وضلالاتهم، ونشطوا فيها نشاطًا شيطانيًا منقطع النظير.
وسخروا أذكياء دهاةً من متخصصين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية، لوضع وترويج أفكار ومذاهب مختلفة متناقضة، قائمة على إطلاق
1 / 75