الشيباني يقول قوله تعالى لم يتسن أي لم يتغير وهو من قوله [تعالى] ﴿مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ﴾ أي متغير، وقال ليس قوله عزوجل: ﴿مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ أي غير متغير منه، فقلت له يتسن من ذوات الياء ومسنون من ذوات التضعيف، فقال هو مثل تظنيت وهو من الظن، وقال الأصمعي في قول العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
هو تفعل من انقضضت والأصل تقضض فرده إلى الياء كما قالوا سرية وأصله من تسررت ومن السرور فأبدلوا إحدى الراءات ياء، أبو عبيدة التصدية التصفيق والصوت وفعلت منه صددت أصد، ومنه قوله [﷿] ﴿إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ أي يعجون فحول إحدى الدالين ياء في التصدية، وقال القناني [يقال] قصيت أظفاري في معنى قصصتها، وحكى ابن الأعرابي خرجنا نتلعى وقد تلعيت من اللعاعة، وكان الأصل تلععت، وأنشد:
تزور امرءا أما الإله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
أراد فيأتم من قولك ائتممت بفلان أي اتخذته إماما، أبو عبيدة [يقال] كععت تكع تقديرها تقر ويقال كعت أكيع، قال الفراء ومما قلب تشديده إلى الياء حكى الكسائي عن العرب جاء ساتا وجاء ساتيا يريد سادسا فلما ثقلت تشديده بدلت بالياء وكانت خلفا من التاء وأخرجت الدال لأنها من الأصل، ومن قال ساتا فعلى لفظ ستة وستين ومن قال سادسا فعلى الأصل، قالوا جاء سادسهم وساتهم وساديهم وساديتهن للمرأة، قال وزعم الكسائي
1 / 59