263

لكثرة الزحام فرايت بعض غلمان الشريف أبي عبد الله محمد بن اسماعيل وهما قنبر وفرح فعرفتهما اني اشتهي انظره فقالا لي در الى باب الحمام بحيث لا يدري بك فصرت إليه ففتحا لي سرا ودخلت واغلق الباب وحصلت في مسلخ الحمام وإذا قد فرش له ليدخل الحمام فجلست يسيرا فإذا به قد دخل رجل نحيف الجسم ربع من الرجال خفيف العارضين آدم اللون الى القصر اقرب ما هو اسود الشعر يقدر الانسان ان له نحوا من اربعين سنة وفي صدغه اثر كانه ضربة فلما تمكن من الجلوس والنفر معه واراد خلع ثيابه قلت ما هذه الضربة قال اردت ان اناول مولاي امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام السوط يوم النهروان فنفض الفرس راسه فضربني اللجام وكان مخافشجني فقلت له ادخلت هذه البلدة قديما قال نعم وكان موضع جامعكم الفلاني مبقلة وفيها قبر فقلت هؤلاء اصحابك فقال ولدي وولد ولدي ثم دخل الحمام فجلست حتى خرج ولبس ثيابه فرايت عنفقته قد ابيضت فقلت له كان بها صباغ قال لا ولكن إذا جعت ابيضت وشبعت إذا اسودت فقلت قم ادخل الدار حتى تأكل فدخل الباب (وروى) الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام انه حج في تلك السنة وفيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر قال فدخلت مدينه الرسول صلى الله عليه واله فاصبت بها قافلة البصريين وفيها أبو بكر محمد بن علي المادراني ومعه رجل من أهل المغرب يذكر انه راى اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فازدحم عليه الناس وجعلوا يتمسحون به فكادوا يقتلونه قال فامر عمي أبو القاسم طاهر بن يحيى فتيانه وغلمانه ان يفرجوا عنه ففعلوا ودخلوا به الى دار ابن أبي سهل اللطفي وكان طاهر يسكنها واذن للناس فدخلوا وكان معه خمسة رجال ذكر انهم اولاده والاود اولاده فيهم شيخ له نيف وثمانون سنة فسألناه عنه فقال هذا ابني واثنان لكل واحد منهما ستون سنة أو خمسون سنة واخوته ست عشرة سنة فقال هذا ابني ولم يكن معه اصغر منه وكان إذا رايته قلت ابن ثلاثين أو اربعين سنة اسود الراس واللحية شاب نحيف الجسم آدم ربع القامة خفيف العارضين هو الى القصر اقرب واسمه علي بن عثمان بن الخطاب بن مزيد فمما سمعت من حديثه الذي حدث الناس به انه قال خرجت من بلدي انا وأبي وعمي نريد الوفود على رسول الله صلى الله عليه واله وكنا مشاه في قافلة فانقطعنا

--- [ 264 ]

مخ ۲۶۳