233

النبي صلى الله عليه واله في ذلك ثم احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام به يوم الشورى فلو كان ما ادعاه المنتحلون حقا لم يكن لاحتجاجه عليهم به معنى وكان لهم ان يقولوا اي فضل لك بهذا علينا وإنما سببه كذا وكذا وقد احتج به أمير المؤمنين عليه السلام دفعات واعتده في مناقبه الشراف وكتب يفتخر به في جملة افتخاره الى معاوية بن أبي سفيان في قوله * واوجب لي الولاء معا عليكم * خليلي يوم دوح غدير خم * وهذا الامر لا لبس فيه وأما الذين اعتمدوا على ان خبر الغدير لو كان موجبا للامامة لاوجبها لامير المؤمنين عليه السلام في كل حال إذ لم يخصصها النبي صلى الله عليه واله بحال دون حال وقولهم انه كان يجب ان يكون مستحقا لذلك في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله فانهم جهلوا معنى الاستخلاف والعادة المعهودة في هذا الباب وجوابنا ان نقول لهم قد اوضحنا الحجة على ان النبي صلى الله عليه واله استخلف عليا عليه السلام في ذلك المقام والعادة جارية فيمن يستخلف ان يخصص له الاستحقاق في الحال والتصرف بعد الحال الا ترون ان الامام إذا نص على حال له يقوم بالامر بعده ان الامر يجري في استحقاقه وتصرفه على ما ذكرناه ولو قلنا ان امير المؤمنين عليه السلام يستحق بهذا النص التصرف والامر والنهي في جميع الاوقات على العموم والاستيعاب إلا ما استثناه الدليل وقد استثنت الادلة في زمان حياة رسول الله صلى الله عليه واله الذي لا يجوز ان يكون فيه متصرف في الامة امره ولا آمر ناه لهم سواه لكان هذا ايضا من صحيح الجواب فإن قال الخصم إذا جاز ان تخصصوا بذلك زمانا دون زمان فما انكرتم ان يكون انما يستحقها بعد عثمان قلنا له انا انكرنا ذلك من قبل ان القائلين بانه استحقها بعد عثمان مجمعون على انها لم تحصل له في ذلك الوقت بيوم الغدير ولا بغيره من وجوه النص عليه وإنما حصلت له بالاختيار وكل من اوجب له الامامة بالنص اوجبها بعد رسول الله صلى الله عليه واله من غير تراخ في الزمان والحمد لله (حدثني) القاضي أبو الحسن اسد بن إبراهيم السلمي الحراني رحمه الله قال اخبرني أبو حفص عمر بن علي العتكي قال حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الحنبلي قال حدثنا حسين بن الحكم قال حدثنا حسن بن حسين قال حدثنا أبو داود الطهوي عن عبد الاعلى الثعلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قام علي عليه السلام خطيبا في الرحبة وهو يقول انشد الله امرءا شهد رسول الله صلى الله عليه واله آخذا يدي ورفعهما الى السماء وهو يقول يا معشر المسلمين الست اولى بكم من انفسكم فلما قالوا بلى قال فمن

--- [ 234 ]

مخ ۲۳۳