Treasure of Benefits
كنز الفوائد
وصلواته على حججه في العباد مولانا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين هذه ثلاث آيات من القرآن سئل عنها بعض أهل الايمان اوضحت معانيها وما يتعلق به المخالفون منها واجبت عن ذلك بما اقتضاه الصواب على سبيل الاختصار دون الاطناب الاية الاولى قول الله عزوجل * (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما اخذتهم الرجفة قال رب لو شئت لاهلكتهم من قبل واياي افتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين) * الاعراف المواضع المسؤول عنها من هذه الاية التي يتعلق بها المخالفون منها ثلاث مواضع احدها قول موسى عليه السلام افتهلكنا بما فعل السفهاء منا فيقولون كيف خفى على نبي الله انه لا يجوز في العدل والحكمة اخذ العبد بجرم غيره الثاني ان هي إلا فتنتك فزعمت المجبرة ان في هذا دلالة على ان الله تعالى يفتن العباد الفتنة التي هي الاضلال الثالث قوله تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء قالوا وهذا بيان انه سبحانه يفعل في طائفة من عباده الضلال ويحرمهم الايمان ويخص اخرى بالهدى ويجنبها الضلال (الجواب) أما قول موسى عليه السلام اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ففيه وجهان احدهما ان الهلاك هنا هو الموت قال الله تعالى ان امرؤ هلك ليس له ولد يعنى مات فكان موسى عليه السلام قال على سبيل السؤال اتميتنا مع هؤلاء السفهاء وليس الموت الذي سئل عنه عقوبة بل على ما جوزه من اتفاق حضور المنية كما اتفق هلاك العالمين في طوفان نوح عليه السلام إلا من حملت السفينة فكانت هلاك الكفار منهم عقوبة لهم وهلاك الاطفال والبهائم ومن لا تكليف عليه معهم لحضور آجالهم وقامت الباء في قوله تعالى بما فعل السفهاء مقام مع لانهما جميعا من حروف الخفض والوجه الثاني ان يكون قوله اتهلكنا بما فعل السفهاء منا خرج منه على وجه الاستبعاد لذلك والنفي والانكار كما يقول اخذنا للحاكم اتراك تظلمني في فعلك أو تجور علي في حكمك وهو لا يريد سؤاله بل يقصد نفي الظلم والجور عنه واستبعاد وقوعهما منه قال جرير اعبدا حل في شعبي غريبا * الؤما لا أبا لك واغترابا * يريد ان لا يجتمع هذان وأما قوله ان هي إلا فتنتك تكن الفتنة على ضروب في الكلام وهي في هذا المكان بمعنى المحنة والاختبار قال الله تعالى وفتناك فتونا يعنى اختبرناك اختبارا وكانه قال ان هي إلا فتنتك التي امتحنت بها خلقك واختبرتهم في التكليف لتثبت من اهتدى بها وتعاقب من ضل عندها وأما قوله تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء فانه ذكر في هذه الاية وفي نظائرها انه يضل قوما ويهدي آخرين مجملا للقول في
--- [ 133 ]
مخ ۱۳۲