Treasure of Benefits
كنز الفوائد
العمل فيقول هبوا له النعم وقيسوا بين الخير والشر منه فإن استوى العملان اذهب الله الشر بالخير وادخله الجنة وان كان له فضل اعطاه الله بفضله وان كان عليه فضل وهو من أهل التقوى لم يشرك بالله تعالى واتقى الشرك به فهو من أهل المغفرة يغفر الله له برحمته ويتفضل عليه بعفوة واخبرني ايضا شيخنا المفيد رحمه الله قال اخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن سعد بن خلف عن أبي الحسن عليه السلام انه قال عليك بالجد ولا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله وطاعته فإن الله تعالى لا يعبد حق عبادته (شبهة للبراهمة في النبوة) اعتلت البراهمة في ابطال الرسالة بان قالت ليس يخلو أمر الرسول من حالين أما ان ياتي ما يدل عليه العقل أو بخلافه فإن اتى بما في العقل كان من كمل عقله غنيا عنه لأن الذي ياتيه به مستقر عنده موجود في عقله وان اتى بخلاف ما في العقل فالواجب رد ما ياتيه به لان الله تعالى إنما خلق العقول للعباد ليستحسنوا بها ما استحسنت ويقروا بما اقرت وينكروا ما انكرت (نقض) يقال لهم ان الرسول لا ياتي ابدا بما يخالف العقل غير ان الامور في العقول على ثلاثة اقسام واجب وممتنع وجائز فالواجب في العقل ياتي السمع بايجابه تأكيدا له عند من علمه وتنبيها عليه لمن لم يعلمه والجائز هو الذي يمكن في العقل حسنه تارة وقبحه تارة كانتفاع الانسان بما يتملكه غيره فانه يجوز ان يكون حسنا إذا اذن له فيه مالكه وقبيحا إذا لم ياذن له وكل واحد من القسمين جائز في العقل ولا طريق الى القطع على احدهما إلا بالسمع ومن الا مور التي لا يصل العقل إليها ايضا فيها الى القطع على العلم بادوية الاعلال ومواضعها وطبائعها وخواصها ومقاديرها التي يحتاج إليه منها أو اوزانها فهذا مما لا سبيل للعقل فيه الى حقيقة العلم وليس يمكن امتحان كل ما في البر والبحر ولا تحسن التجربة والسير لما فيها من الخطر المستقبح في العقل فعلم ان هذا مما لا غناء فيه عن طارق السمع وبعد فإن شكر المنعم عندنا وعند البراهمة مما هو واجب في العقل وليس في وجوبه ووجوب تعظيم مبدى النعمة بينا خلاف وشكر الله تعالى وتعظيمه اوجب ما يلزمنا العظيم اياديه لدينا واحسانه الينا ولسنا نعلم بمبلغ عقولنا أي نوع يريده من تعظيمنا له وشكرنا هذا مع الممكن من لطفه يكون في نوع من ذلك لا يعلمه إلا خالقنا (ثم) يقال للبراهمة ايضا لو لم يكن في العقل القسم الجائز الذي ذكرناه وكانت الاشياء في العقول لا تخلو من واجب وممتنع دون ما بيناه لم يستغن مع هذا التسليم عن المرسلين لانهم ينبهون على طرق الاستدلال المسترشدين ويحركون الخواطر
--- [ 102 ]
مخ ۱۰۱