کنز الدرر و جامع الغرر
كنز الدرر و جامع الغرر
خپرندوی
عيسى البابي الحلبي
ژانرونه
وقد ذكر أيضا ابن حوقل (١) فقال: وجبل ماردين من قرار الأرض إلى ذروته مسيرة فرسخين أو نحو فرسخين، و<عليه> (٢) قلعة لحمدان بن الحسن بن عبد الله ابن حمدان تعرف بالبازى الأشهب لا يستطاع فتحها عنوة، وفى الجبل جوهر الزجاج وبه حيات عظام، وفى الجملة فهى أحصن قلاع الجزيرة.
وفى الشام قلاع كثيرة منها: قلعة حلب وتسمّى الشهباء، فإنّ ملك الروم نزلها وفتح البلد ولم يقدر عليها، وكان سيف الدولة ابن حمدان ﵀ يفتخر بها مع اتّساع ملكه فى ذلك الوقت ويقول: معقلى حلب وشاعرى المتنبىّ، وبقلعة حلب آثار إبراهيم الخليل ﵇، ويقال: إنّه أوى إليها عند دخوله إلى الشام، وعلى الجملة فإنّها لم تزل تعدّ فى القلاع المانعة حتى افتتحها هلاوون فى المدّة اليسيرة حسبما سنذكره من ذلك مع سائر ما ذكرنا من القلاع المانعة، لم يتّسع على القوم سهل ولا جبل ولا اغنى منهم خيل ولا خول ولا مكر ولا حيل ولم يزالون على ذلك إلى أن كسرهم الله تعالى على يد السلطان الشهيد والبطل الصنديد سيف الدنيا والدين قطزّ تغمّده برحمته وأسكنه جنّته برحمته.
(١٣٧) ومن قلاع الشام أيضا قلعة حمص، وحماة، وبعلبك ودمشق، وصرخد، وعجلون، والكرك، والشوبك قبل خرابه، وكان أيضا (٣) مثل قلعة القدس، وكوكب، والطور، وتنين، وهونين، وعكّا، وطرابلس، هؤلاء بالساحل وغيرهم أيضا يأتى أسماؤهم عند فتوحهم وعودتهم فى أيدى المسلمين، أدام الله ذلك إلى يوم الدين.
وأمّا الديار المصريّة فيها أشرف القلاع، التى تشرّفت بساكنها على سائر البقاع، وتشنّفت بذكر محاسنها الأسماع:
(١) صورة الأرض ١/ ٢١٤،١٧
(٢) عليه: مرآة الزمان، صورة الأرض
(٣) وكان أيضا: وكان بالساحل قلاع أخربت كالقدس مرآة الزمان
1 / 157