کلیسا د انتاکيا
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
ژانرونه
Jupiter Capitolinus
في رومة، وكانت جالية اليهود في أنطاكية كبيرة كما سبق وأشرنا، وكان قد أصبح عدد المسيحيين في عاصمة الشرق عظيما، فأقلقت هذه الترتيبات بال أغناطيوس وقضت مضجعه.
ولم تكن ظروف الكنيسة الداخلية في أنطاكية أقل خطرا من ظروفها الخارجية، فإن الخلاف بين المسيحيين الأمميين والمسيحيين المتهودين كان لا يزال قائما حينما تسلم أغناطيوس عكازة الرعاية، وكان عدد كل من الفريقين كبيرا في أنطاكية وفي سائر المدن السورية، وكانت الغنوسية لا تزال تفسد على قادة الفكر المسيحي عملهم التبشيري كما سبق وأشرنا في فصل سابق.
موقف أغناطيوس وسياسته الرعائية
وكان أغناطيوس قد دخل في الدين الجديد في عصر بطرس وبولس وبرنابا، فأصلحت سيرهم نفسه وأثار حماسهم حميته، فاندفع في سبيل يسوع وتعلق به، ولم يكن ذلك اللاهوتي النظري فلم يتعرض للبحث في الثالوث الأقدس أو في اتحاد الطبيعتين، ولكنه عني كل العناء بالتعاليم المسيحية التاريخية
Depositum Fidei ، فسعى للمحافظة عليها خالية من الأدران، والتفت إلى إدارة كنيسته، فوحد صفوفها، وحرص على السلطة الرعائية، فقواها وقال برسالة واحدة وكنيسة واحدة في العالم أجمع؛ فكان أول من استعمل اللفظ «كاثوليكي» في الإشارة إلى كنيسة المسيح «الجامعة»، ولعله هو الذي أدخل ترتيل المزامير في كنيسة أنطاكية.
10
رسائله إلى الكنائس
وقضى ظرف استشهاده، كما سنرى قبل انتهاء هذا الفصل، بالتجول في آسية الصغرى والبلقان وإيطالية، فكتب إلى كنائس هذه البلدان واعظا مرشدا، وقويت هذه الرسائل على محن الدهر ونوائبه، فوصلت إلينا في مجموعات ثلاث: القصيرة والطويلة والمختصرة، والقصيرة هي الأصلية فيما يظهر، وقد حفظت في مخطوطة يونانية قديمة تعود إلى القرن الثاني،
11
ناپیژندل شوی مخ