کلیسا د انتاکيا
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
ژانرونه
مجمع في أوروشليم (43-44)
وبعد أن شيعت كنيسة أنطاكية هذا الوفد، اجتاز أعضاؤه فينيقية والسامرة محدثين المؤمنين بتوبة الأمم، فسر جميع الإخوة سرورا عظيما، ولما قدم الوفد أوروشليم قبلتهم الكنيسة والرسل والكهنة، فأخبروهم بجميع ما صنع الله معهم، «وأن قوما من الذين آمنوا من مذهب الفريسيين قاموا وقالوا إنه يجب أن يختتنوا ويؤمروا بأن يحفظوا ناموس موسى»؛
46
فاجتمع الرسل والكهنة لينظروا في هذا الأمر، وإذ جرت مباحثة كثيرة قام بطرس وقال لهم: أيها الرجال الإخوة، إنكم تعلمون أنه من الأيام الأولى اختار الله من بيننا أن الأمم من فمي يسمعون كلمة الإنجيل فيؤمنون، والله العارف بالقلوب شهد لهم إذ أعطى لهم كما لنا الروح القدس، ولم يفرق بشيء بيننا وبينهم؛ إذ طهر بالإيمان قلوبهم، فالآن لم تجربون الله لتضعوا على رقاب التلاميذ نيرا لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله، ولكن بنعمة الرب يسوع نؤمن أن نخلص نحن مثل أولئك. فسكتت الجماعة كلها، واستمعت لبرنابا وبولس وهما يشرحان جميع ما أجرى الله على أيديهما من الآيات والعجائب في الأمم، وبعد أن سكتا أجاب يعقوب قائلا: قد شرح سمعان كيف افتقد الله الأمم منذ الأول ليتخذ منهم شعبا لاسمه، وعليه وافق الأنبياء؛ ولذلك أحكم بألا يثقل على من يرجع إلى الله من الأمم، وبأن يرسل إليهم أن يمتنعوا من نجاسات الأصنام والزنى والمخنوق والدم، وائتمن بولس على إنجيل القلف كما ائتمن بطرس على الختان.
47
واختار الرسل والكهنة مع جميع كنيسة أوروشليم يهوذا وسيلا، وبعثوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا وطيطس وسائر أعضاء الوفد، وكتبوا كتابا بما أجمعت الكلمة عليه، فلما أتى هؤلاء جميعا إلى أنطاكية جمعوا الجمهور، ودفعوا إليهم الرسالة فقرءوها وفرحوا بالعزاء، وبقي سيلا في أنطاكية، أما يهوذا فإنه انطلق وحده.
بولس وكيفا
48
ولم تنته المشادة بين الإخوة الذين من أصل يهودي والإخوة من أصل وثني، فقد جاء في رسالة بولس إلى أهل غلاطية بعد الكلام عن مؤتمر أوروشليم، أنه لما قدم كيفا (بطرس) إلى أنطاكية قاومه بولس مواجهة؛ لأنه قبل قدوم قوم من عند يعقوب - أي من أوروشليم - كان كيفا يأكل مع الأمم، أي يتناول العشاء الرباني مع الإخوة الذين من أصل وثني، فلما قدم هؤلاء تنحى كيفا، واعتزل مخافة من أهل الختان، وتظاهر معه سائر الإخوة الذين من أصل يهودي؛ حتى إن برنابا أيضا انجذب إلى تظاهرهم، فلما رأى بولس أن هؤلاء لا يسيرون سيرا مستقيما إلى حق الإنجيل، قال لكيفا أمام الجميع: إن كنت أنت مع كونك يهوديا قد عشت عيش الأمم لا كاليهود، فلم تلزم الأمم أن يسلكوا مسلك اليهود؟ إن الإنسان لا يبرر بأعمال الناموس، بل بالإيمان بيسوع المسيح.
49
ناپیژندل شوی مخ