179

کلیسا د انتاکيا

كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م

ژانرونه

وفي أواخر السنة 270 أو أوائل السنة 271 أنفذت زينب زبدة قائد قواتها إلى مصر ليستولي عليها، ففعل وأبقى حامية تدمرية فيها وعاد إلى سورية، وكان حاكم مصر الروماني بروبوس

قد خرج منها لتأديب بعض العصاة في ليبية وقرطاجة، ولتطهير بحر الأرخبيل من القوط، فعاد إلى مصر بعد خروج زبدة منها، وحارب الحامية التدمرية ومن ناصرها من المصريين، فمات محاربا، فأضحت زينب في حرب ضد رومة، فاتخذت لنفسها ولابنها لقب أوغوسطوس،

95

ودفعت برجالها عبر طوروس إلى آسية الصغرى فاحتلت أنقرة ثم بيثينية، ووصلت طلائع جيشها إلى خلقيدونية مفتاح البوسفور، وكان نبأ تولي أوريليانوس قد وصل إلى خلقيدونية، فصمد الخلقيدونيون في وجه التدمريين.

وقام أوريليانوس من إيطالية إلى البلقان في صيف السنة 271، ثم انتقل بجيشه إلى آسية الصغرى، فرأت زينب أن تقاتله قريبة من البادية، فتراجعت برجالها إلى سورية الشمالية وصمدت في أنطاكية ، ووصل أوريليانوس إلى أنطاكية، فوجد الخيالة التدمريين بانتظاره عند ضفة العاصي، فدنا منهم وتناولهم بالقتال وتظاهر بالضعف وتراجع، فلحقوا به وما فتئوا مجدين في إثره، وكانوا من النوع الثقيل حتى أعياهم السعي، ففاجأهم أوريليانوس بهجوم صاعق وذبح منهم عددا كبيرا، فرأى زبدة أن لا مفر من الجلاء عن أنطاكية، فأشاع خبرا مؤداه الانتصار على الرومان، وعرض في المساء في شوارع أنطاكية رجلا بزي إمبراطور روماني، وادعى أنه أوريليانوس نفسه، ثم قام تحت جناح الليل إلى حمص، وترك في دفنة ساقة تؤخر تقدم أوريليانوس، وقام معه عدد كبير من الأنطاكيين الموالين له ولسيدته زينب، ودخل أوريليانوس أنطاكية فضبط أمورها، وتساهل مع الأنطاكيين مدعيا أن من لحق منهم بزبدة إنما فعل ذلك مكرها، ثم نهض أوريليانوس إلى أبامية فحماة فالرستن فحمص، واصطدم هنالك بزبدة ورجاله وكتب النصر له، فانثنت زينب عن حمص وانصرفت إلى تدمر، ولحق بها أوريليانوس، فحارب البدو يمينا وشمالا، ووصل إلى تدمر بعد أسبوع واحد، فشدد على تدمر الحصار، فاتصلت زينب بشابور الساساني وطلبت معونته فأنجدها، ولكن أوريليانوس تمكن من القضاء على هذه النجدة قبل وصولها إلى تدمر، فخفت زينب بنفسها إلى طلب نجدة ثانية، وخرجت من تدمر تحت جناح الظلام طالبة الفرات، ولكن الرومان أدركوها عند هذا النهر، وعادوا بها إلى معسكر سيدهم، فدخل أوريليانوس تدمر ظافرا، ونقل كنوزها إلى حمص وجر وراءه ملكتها وملكها ومستشارها لونجينوس الفيلسوف وبعض أعيانها، وحاكم أوريليانوس لونجينوس في حمص، وأمر بقتله فقتل فيها، وتقبل لونجينوس الموت بشجاعة، فلفظ أنفاسه وهو يعزي ذويه ويقوي أصدقاءه وأحباءه.

96

وبزوال الحكم التدمري زال نفوذ بولس السميساطي، وقويت شوكة تيمايوس وجمهور المؤمنين، فانتهز تيمايوس (271-279) هذه الفرصة السانحة، وتقدم من الإمبراطور المحرر راجيا إخراج بولس من قلاية الأسقفية وكف يده، ورأى أوريليانوس وجه الحق في هذا الطلب، ولعله رأى أيضا في شخص تيمايوس وفي أعوانه حزبا يونانيا رومانيا قاسى الأمرين في عهد زينب «البربري»، «فأمر بأن تعطى القلاية إلى أولئك الذين كانوا على صلة بالمكاتبة بأساقفة العقيدة المسيحية في إيطالية ومدينة رومة»،

97

ولا نعلم عن مصير بولس بعد هذا.

أناطوليوس أسقف اللاذقية

ناپیژندل شوی مخ