271

حتى كدت اغصي وانصرف وادعه، إذ نظرت الى شئ يقبل شبه رجل على بعير، فلم ازل انظر إليه حتى دنا مني، فقلت له: يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك وقد وصفك لي، فقال: اذهب بنا إليه، قال: فجئت به حتى اناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، فدعا به فدخل الاعرابي إليه ودنوت انا، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): من اين قدمت، قال: من أقصى اليمن، قال: أنت من موضع كذا وكذا، قال: نعم انا من موضع كذا وكذا، قال: فيم جئت هاهنا، قال: جئت زائرا للحسين (عليه السلام)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة، قال: جئت من غير حاجة الا ان اصلي عنده وازوره فاسلم عليه وارجع الى اهلي. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما ترون في زيارته، قال: نري (1) في زيارته البركة في انفسنا واهالينا واولادنا واموالنا ومعايشنا وقضأ حوائجنا، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): افلا ازيدك من فضله فضلا يا اخا اليمن، قال: زدني يابن رسول الله، قال: ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله (عليه السلام). فتعجب من ذلك، فقال: اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) يزيد

---

1 - في ثواب الاعمال: وما تروون في زيارته، قال: نروي.

--- [ 306 ]

مخ ۳۰۵