المشهور أنه من التأسف لقطع يده، وقيل: بل هو أسير قد كبلت يده، ويقال: قد جرحها الغل، والقول الأول هو المجتمع عليه، ويقال في معنى أسيف عسيف أيضًا.
وقوله:" من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم"، يقول: من تعاونهم وتظاهرهم.
وقوله: "وفشلكم عن حقكم"، يقال: فشل فلان عن كذا و"كذا"١ إذا هابه فنكل عنه وامتنع من المضي فيه. وقوله:" قلتم هذا أوان فر وصر"،فالصر شدة البرد، قال الله ﷿ ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ﴾ ٢.
وقوله: هذه حمارة القيظ"، فالقيظ الصيف، وحمارته: اشتداد حره واحتدامه، وحمارة مما لا يعوز أن يحتج عليه ببيت شعر، لأن"كل"٣ ما كان فيه من الحروف التقاء ساكنين لا يقع في وزن إلا في ضرب" منه"٤ يقال له المتقارب،"فإنه جوز فيه على بعد التقاء الساكنين"٥وهو قوله:
فذاك القصاص وكان التقا ... ص فرضا وحتمًا على المسلمينا
ولو قال: "وكان قصاص فرضًا وحتمًا" كان أجود وأحسن، ولكن قد أجازوا هذا في هذه العروض، ولا نظير له في غيرها من الأعاريض.
وقوله: "ويا طغام الأحلام" فمجاز الطغام عند العرب من لا عقل له، ولا معرفة عنده، وكانوا يقولون: طغام أهل الشأم كما قال:
فما فضل اللبيب على الطغام٦
_________
١ من ر، س.
٢ سورة آل عمران ١١٧.
٣ من ر، س.
٤ من ر.
٥ من ر.
٦ قبله، كما في زيادات ر:
إذا ما كان مثلهم رجاما.
1 / 25