139

خبرې په غږیدو پر ستونزه

الكلام على مسألة السماع

ایډیټر

محمد عزير شمس

خپرندوی

دار عطاءات العلم (الرياض)

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

د خپرونکي ځای

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرونه

الإيمان؟
ومن ههنا يُعرف مقادير السلف، وفضل معرفتهم، وأنهم في أوج الحقائق الإيمانية، وهؤلاء في حضيضها، إذ يقول عبد الله بن مسعود ﵁: "الغناء يُنبِت النفاقَ في القلب كما يُنبِت الماء البقلَ" (^١). صح ذلك عنه. فأين هذا الكلام من كلام من يقول: سماع الغناء أنفع للمريد من سماع القرآن من ستة أوجه أو سبعة؟ ولا ريب أنَّ هذا القائل أخبر عن ذوقه وذوق هذا المريد، وأنَّه من سماع الغناء لا من سماع القرآن.
فإذا كانت هذه مفسدة هذا السماع الخاص الذي يحضره الخواص، فما الظن بسماع العوام؟ نعم سماعهم خير من هذا، وأسلمُ عاقبةً، وأخفُّ ذنبًا، فإنَّهم يَعدُّون (^٢) [٣٧ أ] أنفسهم فيه عصاة لاعبين، ويعترفون بأنَّه ذنب تنبغي التوبة منه، كما قيل:
ويَشربها ويَزعُمها حلالًا ... وأشربُها وأزعمُها حرامَا (^٣)

(^١) سبق تخريجه.
(^٢) ك: "يعبدون".
(^٣) هذا مركب من بيتين:
وأشربها وأزعمها حرامًا ... وأرجو عفوَ ربٍّ ذي امتنانِ
ويشربها ويزعمها حلالًا ... وتلك على المسيئ خطيئتانِ
وهما للمأمون في "المحب والمحبوب" (٤/ ٣١٦) و"قطب السرور" (ص ٤٩٤)، ولبعض شعراء المئة الثالثة في "فتح الباري" (١٠/ ٦٦).

1 / 77