129

خبرې په غږیدو پر ستونزه

الكلام على مسألة السماع

ایډیټر

محمد عزير شمس

خپرندوی

دار عطاءات العلم (الرياض)

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

د خپرونکي ځای

دار ابن حزم (بيروت)

ژانرونه

وأذواقًا لا يمكنهم دفعها عن قلوبهم، ولم يروها تُستجلَب بمثل السماع، فلو لامَهم فيه كل لائم لم يُصْغُوا إلى ملامه، وقالوا لمن لامهم:
أقول لِلَّائمِ المُهدِي ملامتَه ... ذُقِ الهوى وإنِ اسْطَعْتَ (^١) الملامَ لُمِ (^٢)
فهم يعذرون اللُوّام إذ هم محجوبون عما فيه القوم من تلك الأحوال، ولا يلتفتون إلى ملامهم، بل قد يستلذ أحدهم الملامة كما قيل:
أجدُ الملامةَ في هواك لذيذةً ... حبًّا لذكرك فليَلُمْني اللُّوَّمُ (^٣)
ولا ريب أنهم معذورون، إذ لم يجدوا مَن يخاطبهم بأذواقهم، ويكلمهم على مقتضى أحوالهم، ويشاركهم في وجدهم وشأنهم، فيُناديهم من مكان قريب، وإنما يُبتلَون بجافٍ جلفٍ أبعد شيءٍ عن (^٤) معاملات القلوب وأحوالها ومنازلاتها، كثيف الطباع، موكل بإنكار ما لم يُحِطْ بعلمه، غليظ الحجاب عن شأن القوم، وما تعلقت به (^٥) هممهم، فينكر عليهم إنكار مَن لم يذق ما ذاقوه ولا باشر ما باشروه، ولا ذاق من الشراب الذي شربوه، فأعمال القلوب عنده (^٦) كأنها شريعة

(^١) في جميع النسخ: "استطعت". ولا يستقيم به الوزن.
(^٢) البيت للشريف الرضي في "ديوانه" (٢/ ٢٧٤)، وبلا نسبة في "مدارج السالكين" (٤/ ٤٣٦).
(^٣) البيت لأبي الشيص الخزاعي، وتخريجه في "روضة المحبين" (ص ٣٥، ٣٦).
(^٤) ع: "من".
(^٥) "به" ليست في ك.
(^٦) في الأصل: "عندهم". والمثبت من ع، ك.

1 / 67