ونحو الخبر الثاني قوله إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا وهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقد أخبرني الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض رواه الإمام أبو عبد الله الجرجاني وقوله إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض رواه أيضا الإمام أبو عبد الله الجرجاني عن أبي سعيد الخدري.
قال في جامع الأصول سماهما النبي ثقلين لأن الأخذ بهما والعمل بما يجب لهما ثقيل وقيل العرب تقول لكل خطير نفيس ثقيل. فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما انتهى.
وقوله إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي وهما لا يختلفان بعدي رواه أيضاالإمام أبو عبد الله.
ووجه الدلالة في هذه الأحاديث وما في معناها أنها أفادت أن حكم التمسك بالعترة كالتمسك بالكتاب فإذا كان التمسك به واجبا لا يجوز مخالفتها فكذلك التمسك بجماعتهم وأيضا فإنه يفهم من قوله تارك ومخلف وخليفتين حجية إجماعهم وذلك لأن المستخلف يكون بلا ريب قائما مقام من استخلفه وهو الحجة في حياته فيكون خليفته الحجة من بعده وليس لأحد أن يقول بأن الحجة هي مجموع الكتاب والعترة لإجماع الأمة على أن الكتاب حجة مستقلة فلو لم تكن العترة حجة كالكتاب لكان ذكرها معه عبثا واللازم ظاهر البطلان ولو أمعن الناظر نظرة في أدلة حجية إجماع أهل البيت عليهم السلام لوجدها أكثر وأصح من أدلة إجماع الأمة لكن لله القائل.
مخ ۱۶۳