حَتَّى يفرغ من صلَاته وروى البُخَارِيّ عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان ﵁ أَنه رأى رجلا يُصَلِّي وَلَا يتم رُكُوع الصَّلَاة وَلَا سجودها فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَة صليت وَلَو مت وَأَنت تصلي هَذِه الصَّلَاة مت على غير فطْرَة مُحَمَّد ﷺ وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد أَنه قَالَ مُنْذُ كم تصلي هَذِه الصَّلَاة قَالَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ مَا صليت مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة شَيْئا وَلَو مت مت على غير فطْرَة مُحَمَّد ﷺ وَكَانَ الْحسن الْبَصْرِيّ يَقُول يَا ابْن آدم أَي شَيْء يعز عَلَيْك من دينك إِذا هَانَتْ عَلَيْك صَلَاتك وَأَنت أول مَا تسْأَل عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة كَمَا تقدم من قَول النَّبِي ﷺ أول مَا يُحَاسب العَبْد يَوْم الْقِيَامَة من عمله صلَاته فَإِن صلحت فقد أَفْلح وأنجح وَإِن فَسدتْ فقد خَابَ وخسر فَإِن انْتقصَ من الْفَرِيضَة شَيْء يَقُول الله تَعَالَى انْظُرُوا هَل لعبدي من تطوع فيكمل بِهِ مَا انْتقصَ من الْفَرِيضَة ثمَّ يكون سَائِر عمله كَذَلِك فَيَنْبَغِي للْعَبد أَن يستكثر من النَّوَافِل حَتَّى يكمل بِهِ مَا انْتقصَ من فَرَائِضه وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
فصل
فِي عُقُوبَة تَارِك الصَّلَاة (فِي جمَاعَة) مَعَ الْقُدْرَة قَالَ الله تَعَالَى ﴿يَوْم يكْشف عَن سَاق وَيدعونَ إِلَى السُّجُود فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خاشعة أَبْصَارهم ترهقهم ذلة وَقد كَانُوا يدعونَ إِلَى السُّجُود وهم سَالِمُونَ﴾
1 / 28