Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
72

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

ژانرونه

ويسجل التاريخ المملوكي زيادة ملحوظة في عدد المدارس الوقفية بمختلف تخصصاتها، فيذكر الرحالة ابن بطوطة أن عدد المدارس في مصر لا يمكن حصره لكثرتها (^١)، ويذكر المقريزي أنه كان في مصر في العصر المملوكي (٧٥) مدرسة (^٢)، وكان في القدس (٤٠) مدرسة وقفية (^٣)، وفي دمشق عشرات المدارس، وهكذا في كل المدن الرئيسة في الشام، ومصر، واليمن، والحجاز، وسوف نذكر نماذج من تلك المدارس في بعض المدن لتكتمل الصورة عن حركة الوقف في هذا المجال الحيوي. فقد كان في القدس وحدها - على سبيل المثال - أربعون مدرسة وقفية في العصر المملوكي، ولعل المدرسة الأشرفية التي تقع في رواق بيت المقدس الغربي، والتي وقفها السلطان المملوكي "الأشرف قايتباي" .. من أغنى المدارس أوقافًا، فقد كانت أوقافها تتألف من ٢٨ قرية، منها ٢٢ قرية تابعة لغزة، و١٤ مزرعة وقطعة أرض، وبساتين وحمام، ودكاكين، ومعصرة، وخان، وفرن بغزة، وقد بلغ عدد العقارات الموقوفة على هذه المدرسة ٥٢ عقارًا (^٤)، وكانت تدفع للطالب ٤٥ درهمًا شهريًا، ولناظر المدرسة ٦٠٠ درهم شهريًا، وكان شيخها يتقاضى ٥١٠ درهمًا شهريًا (^٥). وتُشير المصادر إلى "المدرسة الظاهرية" في دمشق، التي وقفها "الظاهر بيبرس" عام ٦٦٢ هـ/ ١٢٦٤ م، ووقف عليها الأوقاف، وخصص لها مكتبة ضخمة تحتوي سائر العلوم، في حين تخصصت "المدرسة الدُّنَيسَريَّة "بالطب التي وقفها "عماد الدين الربيعي الدُّنَيسَريُّ" (٦٨٦ هـ/١٢٨٧ م)؛ الطبيب المشهور، والمدرسة الطبية الأخرى

(^١) انظر: رحلة ابن بطوطة، ابن بطوطة، ١/ ٣٣. (^٢) انظر: الأوقاف ونظام التعليم في العصور الوسطى الإسلامية، د محمد محمد أمين، ندوة مؤسسة الأوقاف، ص ١٥٠ حاشية رقم ٦. (^٣) مؤسسة الأوقاف ومدارس بيت المقدس، كامل العسلي، ٩٥، وانظر لمزيد من التفاصيل عن الوقف المملوكي في القدس: الأوقاف الإسلامية في القدس الشريف: دراسة تاريخية موثقة، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطنبول، ٢٠٠٩ م، ٢/ ١٤٢ - ٣٣٠. (^٤) انظر: مؤسسة الأوقاف ومدارس بيت المقدس، كامل العسلي، ٩٥ - ٩٧. (^٥) انظر: المرجع السابق، ١٠٤ - ١١٥.

1 / 87