وفي وجل قليل هبط حمزة ثلاث درجات ومد يده وقبض على الشيء بيد من حديد، وفي حرص بالغ وضع «الجربندية» التي كانت من مخلفات الجيش، وضعها بجوار الحائط، وما كاد يفعل حتى جاءه الصوت المخنوق: خد يا أستاذ.
وتناول «جربندية» أخرى.
وثالثة ورابعة.
وخرج سيد في النهاية قائلا: الحاجة تمام يا أستاذ؟ - تمام.
وأحضر حمزة الحقيبة الكبيرة وفتحها وأمر سيد أن يمسك.
وفي دقة بالغة عالج «إبزيم» أول جربندية حتى رفع غطاءها وتناول أول قالب «ديناميت» وتفحصه وشمه واطمأن إلى أن الرطوبة لم تنفذ إليه، ووضعه بحرص أيضا في ركن الحقيبة، ثم مد يده واستخرج قالبا آخر وأرقده في قاع الحقيبة.
ومضت ساعة.
وتنفس حمزة بارتياح وهو يقول لسيد: ابقى اتخلص من الجربنديات دول، ارميهم، احرقهم، اتخلص منهم والسلام.
وأجاب سيد بإيماءة الفاهم من رأسه.
وحمل سيد الحقيبة وهو النحيف رغم إلحاح حمزة، وعادا من نفس الطريق، وما إن وصلا إلى أول المقابر حتى وجدا هناك أبو دومة ومعه آخر. وطلب حمزة من سيد أن يحضر له عربة، ومن بعيد كانت تأتيه الكلمات التي يتبادلها أبو دومة وصاحبه: وبياخدوا العضم ده يعملوا به إيه يابو دومة؟ - أنا عارف ياخويا بيدرسوا عليه، بيركبوه ويعملوا بني آدم تاني، حد عارف؟ - إلا انا سمعت يابو دومة إنهم بياخدوا العضم ده يسحروا بيه ويعملوا بيه عمولات، وإنهم لا هم دكاترة ولا حاجة. - يمكن، مش بعيدة، أنا مرة جاني واحد وقال عايز عضمة صباع رجل يمين بتاع واحد كان أعور شمال!
ناپیژندل شوی مخ