وهل للفنون غاية أخرى تنشدها غير كمالها الأسمى؟
ث :
ماذا تريد بهذا السؤال؟
س :
لو سألتني أيكفي الجسم الإنساني كونه جسما أم يحتاج إلى شيء آخر؟ لأكدت لك أنه يحتاج إلى شيء آخر؛ لذلك لزم استنباط الطب؛ لأن الجسم ناقص، فلا يكفيه كونه جسما، فلإمداده بما يتطلبه من المنافع وضع الطب. أمصيبا تراني بكلامي أم مخطئا؟
ث :
مصيبا.
س :
أفناقص فن الطب وكل فن آخر في ذاته فيحتاج إلى مزية إضافية، افتقار العيون إلى البصر والآذان إلى السمع، فتحتاج هذه الأعضاء إلى فن يتقصى إبلاغها غاياتها الآتية؟ أفي الفن نقص فيفتقر كل فن إلى فن آخر يرعى مصالحه؟ وهل هذا الفن بدوره يفتقر إلى فن ثالث للغرض نفسه، وهلم جرا؟ أو أن كل فن يتقصى مصلحته لنفسه بنفسه؟ وهل هو غير ضروري للفن، ولا لغيره من الفنون، أن يبحث عن علاج ناجع لشفاء أدوائه؟ إذ ليس هنالك من نقص في فن ما من الفنون، ولأنه ليس من واجب الفن السعي في مصلحة غير ما لأجله كان فنا؟ لكونه حرا وسليما كفن حقيقي ما دام في حال سلامته التامة؟ فاعتبر المسألة بأدق معاني الكلم كما سبق الاتفاق، أفهكذا هو الحال أم لا؟
ث :
ناپیژندل شوی مخ