أفلاطون (نقلا عن كتاب «قصة الفلسفة»، تأليف الدكتور ول دورانت).
الكتاب الأول: العدالة
خلاصته
لما انحدر سقراط وغلوكون إلى بيرايوس لحضور حفلة العيد الذي اقتبسوه حديثا من الثراكيين، التقى ببوليمارخس وأديمنتس ونيسيراس وغيرهم من الأصحاب، فأقنعهما هؤلاء أن يصحباهم إلى بيت سيفالس والد بوليمارخس، وتحادث سقراط وسيفالس في محن الشيخوخة وآلامها، فأفضى بهما الحديث إلى هذه المسألة: ما هي العدالة؟ فانسحب سيفالس تاركا ميدان البحث لولده بوليمارخس.
فبدأ بوليمارخس البحث بإيراد حد العدالة المأثور عن سيمونيدس، وخلاصته: العدالة هي أن يرد للإنسان ما هو له. فاعترضتهما مسألة أخرى، وهي: ماذا عنى سيمونيدس بكلمة «له» أو حقه؟ لأنه واضح أنه أراد بها أكثر قليلا من حق التملك، وعنده أن طبيعة الحق تتوقف على طبيعة العلاقة بين المتعاملين؛ وعليه: جعل العدالة «نفع الأصحاب ومضرة الأعداء».
فسأله سقراط أن يحدد «الأصحاب»، ولما أجابه بوليمارخس أن الأصحاب «هم الذين نعتقد فيهم الأمانة والصلاح»، رد عليه سقراط قائلا: لما كنا معرضين للخطأ في الحكم في صفات الناس، فإن ذلك - ولا شك - يجرنا إما إلى مضرة الصالحين، وهو تعليم فاسد، أو إلى أن العدالة هي مضرة الأصحاب، وهو ضد حد سيمونيدس على خط مستقيم.
فللتخلص من هذا المشكل عدل بوليمارخس موقفه، وأفرغ نظرية سيمونيدس بهذا القالب: العدالة هي مساعدة الأصحاب الأمناء ومضرة الأعداء الأشرار.
فبرهن سقراط في رده على أن الإضرار بالإنسان يجعله أكثر شرا وأقل عدالة، فكيف يمكن أن يضعف الإنسان العادل بعدالته عدالة الآخرين؟ فحد سيمونيدس، حسب التعديل الأخير، غير صحيح.
فتعرض ثراسيماخس للبحث، وبعد اللتيا والتي حدد العدالة بأنها: منفعة الأقوى. وأسند تحديده إلى البرهان الآتي:
انتهاك حرمة الشريعة يحسب تعديا عند كل حكومة.
ناپیژندل شوی مخ