ث :
هذه حكمة سقراط، فإنه إذ لا يريد أن يعلم، يجول مقتبسا عن الغير ولا يشكره على الدروس.
س :
أما أني أتعلم من الغير، فقد قلت الحق يا ثراسيماخس، وأما قولك إني لا أعوضه شكري فهو خطأ منك، فإني أدفع كل ما في إمكاني، وإذ لا مال لي فإني أرد الشكر، وسرعان ما أشكر إذا رأيت المتكلم مصيبا كما ستتبين ذلك سريعا؛ لأني واثق أنك ستحسن القول.
ث :
فاسمع إذا. تعليمي هو أن العدالة إنما هي «فائدة الأقوى». حسنا، فلماذا لا تشكرني؟ إنك لا تريد ذلك.
س :
كلا، بل إني أنتظر أن أفهم معناك، فإني لم أدركه بعد. إنك تقول إن فائدة الأقوى عدالة، فماذا تعني بذلك يا ثراسيماخس؟ فإني أرتئي أنك لا تعني هذا: إذا كان بوليداماس الرياضي أقوى منا، وكان أكل لحم الخنزير مفيدا له لتقوية جسمه، كان ذلك الطعام مفيدا لنا نحن الضعفاء؛ ولذا فهو عدالة.
ث :
ذلك عيب يا سقراط؛ لأنك فهمت تعليمي بصورة تسهل عليك إفساده.
ناپیژندل شوی مخ