وفي الرجاء له بشر وتهليل
وكلماته البديعة يا سقراط توضح إيضاحا جميلا أن كل من اتصف بالعدالة والطهارة، ففيه القول:
نور الرجاء جلا داجي الخطوب وقد
أحيا مسرته في لجة الهرم
4
وإن نأت عن سواه كل تعزية
فقلبه راتع في دوحة النعم
ففي شعر بندار هذا أدب ناضج وحكمة بالغة؛ وعليه: أرى أن الثروة جزيلة النفع، ربما ليس لكل إنسان، بل لصلحاء القلوب؛ لأنها تحررنا من التعرض للغش والخداع، فتنقذنا من مخاوف الانتقال من هذا العالم مدينين بشيء من الذبائح للآلهة، أو بشيء من الأموال للناس. وللثروة فوائد كثيرة غير ذلك. أما أنا، فبعد أن وزنت كلا منها، فإني أرى أن ما ذكرته منها هو أقل فوائد الثروة للحكيم.
س :
أحسنت البيان يا سيدي سيفالس، ولكن ماذا نفهم بالعدالة؟ وماذا نقول فيها؟ أنحدها بأنها ليست أكثر ولا أقل من صدق المقال ورد ما للغير؟ أم نقول إن الفعل الواحد يحسب في بعض الأحوال عدلا، وفي بعضها تعديا؟ أعني أن كل إنسان يسلم أنه إذا استعار من صديقه أسلحة خطرة، وصديقه سليم العقل، فليس من العدالة أن يردها له وقد أصيب في عقله وصار وجودها في يده خطرا على حياته، فلا يحسب من ردها عادلا، كما لا يحسب عادلا من أخبر إنسانا كهذا، في حال كهذه، كل الحقيقة.
ناپیژندل شوی مخ