102

جوها دهق مضحک

جحا الضاحك المضحك

ژانرونه

قيل إن نابليون سأل طبيبه حين كان مشغولا بأمر ولاية العهد: «هل يولد للرجل في الستين؟ وهل يولد له في السبعين، وهل يولد له في الثمانين؟» فكان جواب الطبيب عن ابن الستين نعم، وعن ابن السبعين نعم في الندرة، وعن ابن الثمانين أنه يولد له إذا كان له جار في العشرين.

وقيل إن امرأة جولد سميث وأخته تشاجرتا وهو غائب عن المنزل، فأدركه أحد جيرانه وأنبأه بأمر هذه المشاجرة، فسأله: هل قالت إحداهما للأخرى أنت شوهاء. قال الجار: كلا. قال: إذن هي مشاجرة مأمونة.

وقد سبقت الإشارة إلى نوادر متشابهة بين الفكاهة المصرية والفكاهة في المجر وأوروبا الوسطى، ولا يصعب تعليل ذلك بتوارد الخواطر في الجواب البسيط على سؤال واحد أو سؤالين، وقد يعلل الكثير منه باطلاع الغربيين على النوادر التي ترجمت لهم في العربية في القرون الوسطى، وقد يكون المتشابه من تلك النوادر إضافة جديدة في الكتب المطبوعة لم تتداولها ألسنة الناس قبل ذلك.

إلا أن النوادر التي لا شك في مصدرها الشرقي كثيرة بين النوادر المنسوبة إلى جحا وأمثاله، وهي على الجملة نوادر الزوجتين والقضاة الدينيين والضيافات التقليدية ونوادر الصيام والصلاة والفتاوى وما هو من قبيلها.

فهذه لا شك في مصدرها الشرقي من تخوم الصين إلى آسيا الصغرى ووادي النيل، فأين هو معيار النسبة الصحيحة بين كل هؤلاء الأقوام والأمصار والأقطار؟

في النسبة التاريخية بعض المعايير النافعة على غير حسم ويقين؛ لأن النادرة قد تقع في القرن الثاني أو الثالث وتصحف بعد ذلك لتوائم القرن الذي نقلت إليه، وما لم تكن مكتوبة في مرجع معروف التاريخ فلا سبيل إلى الجزم بنسبتها إلى زمن من الأزمنة على وجه اليقين.

والمعيار الآخر «تقريبي» كالمعيار التاريخي لا ينتهي بنا إلى الحسم ولا يسلم من اللبس والاشتباه، وذلك معيار الخصائص القومية التي نميزها بالظن ونقارب بالظن بينها وبين النوادر التي توائمها ولا توائم غيرها.

وقد أسلفنا أن طبيعة الفرس تغلب عليها الصوفية والمحاولة الدبلوماسية، وأن طبيعة الترك يغلب عليها تحصيل الحاصل مبالغة في الواقع، وأن طبيعة العرب يغلب عليها الخيال والقياس المنطقي، وتبالغ بها الفكاهة فتجنح بها إلى الوهم والقياس مع الفارق الواحد أو الفوارق الكثيرة.

أفلا يعقل أن العبقرية التي أخرجت لنا القول بتسخير الجسم والأعضاء لحالات الروح تخرج لنا مع الفكاهة - والمحاولة الدبلوماسية - قصة الإوزة التي يخلق لها الخوف رجلين، والرجل الذي يخلق له الخوف أربعا إذا عدا وراءه من يشد عليه بالعصا؟

جائز أو راجح، وهذا غاية ما هناك، ومثلها نادرة الولد العاق الذي مسخته دعوة أمه حمارا ثم عاد إلى الآدمية ببركة الشيخ.

ناپیژندل شوی مخ