جداد و قدماء: دراسات او نقد او خبرې اترې
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
ژانرونه
كان فمه نظيفا لا يتبذل حتى في المجالس الخاصة التي كنا نعطي فيها المرح حقه، فكان يقابل تلك النكات الصارخة بربع ابتسامة، ويشارك بكلمات كان يستعد لتأديتها استعداد طالب غير واثق من ذاكرته.
ولم يكن عمر عدوا في ثياب صديق، ولم يكن من الذين يقتلون الرجل ويمشون في جنازته شاقين الجيوب حزنا على الفقيد الغالي، أما في الأدب فكان مؤمنا ولكنه غير ممارس الطقوس المنظمة، يصلي لآلهة الفن بما يدور على لسانه، لم يكن أديبا محترفا بل كان أديبا هاويا، كان كسميه الشاعر عمر - غفر الله لهما - موكلا بالجمال يتبعه، كان لعمر بن أبي ربيعة لذة النظر كما زعم، وكانت لعمر فاخوري لذة العمل الفني، وما معشوقاته غير الكلمات اللواتي يؤلف بينهن ولا يجعلهن ضرائر، أولع بالجديد ولم يتنكر للقديم فكان من خير من كتبوا بلسان العرب من المحدثين.
وأخيرا مات هذا النسر وعينه إلى القمة، لم ينظر قط إلى الأوحال التي يتمرغ بها بعض زرازير الأدب.
لا أقول أن خسارة الأدب العربي لا تقدر أو لا تعوض، فحسب الذرية ما تركه لها عمر من نماذج، وقد لا يصنع أجمل منها لو عمر كمتوشالح. (3) في ذكرى عمر
1
لقد أشبعت عمر درسا في حياته وبعد مماته، أما الآن فسأتحدث إليكم كما يطيب لي أن أتحدث، ولعله يطيب لكم.
أفلا يعنينا من الأديب غير تعبيره وتفكيره؟ فأين نحن من أخلاقه؟ ألسنا أحوج إلى هذا منا إلى غيره من الخصال؟!
مساكين أهل «الفن» حتى قبورهم
عليها تراب الذل دون الخلائق
أسرجوا الخيول، واقرعوا الطبول، أي خيول يا سادة؟ خيول الفكر لتجلي في ميادين الورق، وطبول الخطب لتقرع في حفلات التكريم والذكرى، مسكين الأديب يعيش على الكلام ويموت على الكلام، فكل ما يعمل للأدباء عندنا هو من بضاعتهم تلك: «حكي بحكي»، والذي مات بداء الحكي غما نحاول أن نحييه بالحكي، ثم نعد هذا خلودا.
ناپیژندل شوی مخ