جينوسايد
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
ژانرونه
كان أرتين يرتل بعض الآيات، ويدعو يسوع أن يخلصه من هذا العذاب «لأني أنا الرب إلهك الممسك بيمينك، القائل لك: لا تخف أنا أعينك»، «الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان»، أعني يا يسوع وخلصني منهم، ما خرجت إلا لأجل المؤمنين بك حقا أدافع عن المظلومين، عن الذين لا يستطيعون الوقوف أمام سيوف الجلادين، خرجت لأجل خلاصهم وأنت المخلص يا يسوع، فخلصني منهم، لا أمل لي سواك، فلا تخيب ظني، وإن كان هذا امتحانا منك فهبني القوة الكافية لتحمله، كن معي ولا تتركني، كن معي ولا تتركني، كن معي ولا تتركني.
مارسوا مع أرتين في تلك الليلة كل أنواع التعذيب، جلد وفلقة، وأغطسوا رأسه في الماء لدقائق حتى كاد أن يموت غرقا، وتنفس الماء بدل الهواء وشعر أن روحه تخرج من جسده شيئا فشيئا ببطء شديد، ثم فجأة سحب رأسه من الماء ، وشهق شهقة أعادت الروح إليه.
عندما وضعوا رأسه في الماء تذكر أرتين يوم كان مع غريغور وبانوس على شاطئ بحيرة «وان» الزرقاء، يومها تحداه غريغور بالغطس وقال لبانوس: أنت الحكم بيننا، وتعد ببطء من يستطيع البقاء تحت الماء لمدة أطول. بدأ أرتين التحدي، وضع كفه على فمه وأنفه وغطس تحت الماء، بدأ بانوس بالعد، واحد، اثنان، ثلاثة، إلى أن وصل العدد 33 لم يستطع أرتين البقاء أكثر فأخرج رأسه وهو يلهث، ضحك غريغور بصوت عال وهو يقول باستهزاء: ثلاث وثلاثون.
كان يضحك ويعيد الرقم مرة ومرتين وثلاثا. - كفاك ضحكا، هيا أبهرنا أنت أيها الغاطس الماهر!
استنشق غريغور كمية من الهواء وأغلق أنفه بالإبهام والسبابة ونزل تحت الماء، ثم بدأ بانوس بالعد، واحد، اثنان، ثلاثة وصل إلى خمس وعشرين، ثم إلى ثلاثين فاجتاز رقم أرتين ولم يخرج غريغور، فوصل إلى خمسين حتى صاح بانوس: لقد غرق المجنون فلننقذه بسرعة!
أخرجاه إلى الشاطئ، بدا أنه مغشي عليه.
غريغور! غريغور! هل أنت بخير؟
كان بانوس يضغط على بطنه لعل الماء يخرج من فمه، ركضا صوب الصيادين: أغيثونا، لقد غرق صاحبنا أغيثونا!
فأقبل أحدهم وهو يقول: أين الغريق، أين هو؟ عندما التفتوا إلى الوراء رأوا غريغور يضحك ويضرب بقدميه على الأرض من شدة الضحك ويؤشر عليهما: «لقد خدعتكما، لقد خدعتكما.»
زرع ذلك الموقف البسمة في وجه أرتين ورأسه تحت الماء.
ناپیژندل شوی مخ