Jihad Between Muslim Creed and Orientalists' Doubts
الجهاد بين عقيدة المسلمين وشبه المستشرقين
خپرندوی
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
السنة السابعة عشرة العددان السابع والستون والثامن والستون رجب-ذو الحجة ١٤٠٥هـ
د چاپ کال
١٩٨٥م
ژانرونه
كما تمثلت في أعمال الجهاد عند المسلمين خصال فريدة، فقد وجه الخليفة أبو بكر الصديق ﵁ خالد بن الوليد أن يتآلف الناس ويدعوهم إلى الله ﷿، وأمره ألا يكره أحدًاَ على المسير معه وألا يستعن بمن ارتد عن الإِسلام، وإن كان عاد إليه١.
_________
ابن كثير، البداية والنهاية، ج ٥/ ٦ ص ٣٤٢ ط ٢ (بيروت- ١٩٧٧م/ ١٣٩٧ هـ) .
القوةو والإستعداد والآت الحرب من وسائل النصر ... القوة والاستعداد وآلات الحرب من وسائل النصر: لقد توفرت عند المجاهدين المسلمين قوة العقيدة والإيمان وارتفاع الروح المعنوية بأنهم خير أمة أخرجت للناس لها رسالتها في الدعوة، ولذلك كانوا لا يهابون الموت في سبيل ذلك إذ كان الظفر بالشهادة أمنية المجاهد المسلم مما يؤكد زهده في الدنيا مهما كانت مغرياتها. وقد كانت العقيدة عند المسلم الصادق هي السلاح الرئيسي الذي يعتمدون عليه في كل المعارك، فهي تأتي عندهم في المقام الأول بين العوامل والدوِاعي التي تجعلهم يصمدون ويثبتون حيث يكون الفرار في حساب المقاييس العسكرية أمرًا لا مفر منه بل ولا لوم على فاعله. ومع هذه القوة النفسية التي توفرت للمسلمين فقد تهيئوا من حيث العدة والعتاد أيضًا حتى اجتمعت لهم مقومات متكاملة للقتال ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ ٢. وقد ثبت أن النبي ﷺ حينما تلا هذه الآية وهو على المنبر قال: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" ٣. وقد عرف عن هؤلاء المجاهدين أنهم قد امتازوا بخفة الحركة والمثابرة والصبر وتحمل الشدائد وبذل النفس والثبات في ميدان القتال وإظهار التضامن بينهم، والإنضباط، فقد كانوا يقفون صفوفًا متراصة ليس لأحد منهم أن يتقدم من الصف أو يتأخر عنه عملًا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ ٤ وكان الرسول ﷺ في غزواته يراعي هذا الأمر ويحثهم عليه دائمًا، لأن الانضباط وحسن النظام من دواعي الجيش الممتاز، ففي يوم بدر قام الرسول ﷺ يسوي الصفوف وفي يده قدْح، فمر بسواد بن غزية وهو مستنتل من الصف، فطعنه في بطنه بالقدح وقال: "استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال: فأقدْني، فكشف رسول الله ﷺ عن. _________ ٢ سورة الأنفال، آية ٦٠. ٣ ابن تيمية، المصدر السابق ج ٢٨ ص ٩. ٤ سورة الصف، آية ٤.
القوةو والإستعداد والآت الحرب من وسائل النصر ... القوة والاستعداد وآلات الحرب من وسائل النصر: لقد توفرت عند المجاهدين المسلمين قوة العقيدة والإيمان وارتفاع الروح المعنوية بأنهم خير أمة أخرجت للناس لها رسالتها في الدعوة، ولذلك كانوا لا يهابون الموت في سبيل ذلك إذ كان الظفر بالشهادة أمنية المجاهد المسلم مما يؤكد زهده في الدنيا مهما كانت مغرياتها. وقد كانت العقيدة عند المسلم الصادق هي السلاح الرئيسي الذي يعتمدون عليه في كل المعارك، فهي تأتي عندهم في المقام الأول بين العوامل والدوِاعي التي تجعلهم يصمدون ويثبتون حيث يكون الفرار في حساب المقاييس العسكرية أمرًا لا مفر منه بل ولا لوم على فاعله. ومع هذه القوة النفسية التي توفرت للمسلمين فقد تهيئوا من حيث العدة والعتاد أيضًا حتى اجتمعت لهم مقومات متكاملة للقتال ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ ٢. وقد ثبت أن النبي ﷺ حينما تلا هذه الآية وهو على المنبر قال: "ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي" ٣. وقد عرف عن هؤلاء المجاهدين أنهم قد امتازوا بخفة الحركة والمثابرة والصبر وتحمل الشدائد وبذل النفس والثبات في ميدان القتال وإظهار التضامن بينهم، والإنضباط، فقد كانوا يقفون صفوفًا متراصة ليس لأحد منهم أن يتقدم من الصف أو يتأخر عنه عملًا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ ٤ وكان الرسول ﷺ في غزواته يراعي هذا الأمر ويحثهم عليه دائمًا، لأن الانضباط وحسن النظام من دواعي الجيش الممتاز، ففي يوم بدر قام الرسول ﷺ يسوي الصفوف وفي يده قدْح، فمر بسواد بن غزية وهو مستنتل من الصف، فطعنه في بطنه بالقدح وقال: "استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال: فأقدْني، فكشف رسول الله ﷺ عن. _________ ٢ سورة الأنفال، آية ٦٠. ٣ ابن تيمية، المصدر السابق ج ٢٨ ص ٩. ٤ سورة الصف، آية ٤.
1 / 78