ډاکټر جيکل او مسټر هایډ
الدكتور جيكل والسيد هايد
ژانرونه
بمقدور هايد أن يفعل ما يحلو له دون أن يلقي أحد بلائمة على جيكل، وبمقدوره أيضا أن يقوم بأفعال كريهة شنيعة دون أن يكون هذا خطأ دكتور جيكل. مرارا وتكرارا حاولت أنا - جيكل - أن أصلح الخسائر التي قام بها هايد، من ثم لم أكن خالي المشاعر. لعل ابن عمك مستر إينفيلد أخبرك بواقعة ألحق فيها هايد الضرر بفتاة صغيرة. لقد دفعت لأهلها مبلغا كبيرا من المال، أعلم أن الشيك لم يبطل الضرر، لكن هذا كل ما كان بوسعي فعله كما تراءى لي. على أنني تغافلت عن الجانب الأكبر.
الفصل الثاني والعشرون
مستر هايد الجامح
قبل مقتل سير دانفرز بشهرين، عدت من إحدى مغامرات هايد وتحولت إلى جيكل وخلدت إلى النوم. استيقظت من نومي وأنا تحت تأثير مشاعر غريبة للغاية؛ أدركت أن الغرفة من حولي هي غرفتي، لكن ثمة شيئا خطأ. شعرت وكأنني لست في المكان الصحيح. استلقيت في فراشي أتساءل عن هذا الموقف. وكنت على قناعة بأن ثمة إجابة منطقية علمية لهذا الانزعاج الذي انتابني. كنت غارقا في التفكير عندما لاحظت يدي. لم تكن يد دكتور هنري جيكل؛ فقد كانت نحيفة، وعظامها كبيرة وبارزة. كانت يد مستر إدوارد هايد.
قطعا أمضيت ما يقرب من دقيقة أتفرس هذه اليد، وكنت مشدوها للغاية بكل ما يجري، وأخيرا عندما ربطت كل الخيوط في ذهني، هرعت إلى المرآة. لم أستطع أن أصدق عيني؛ أجل، لقد ذهبت إلى الفراش وأنا دكتور هنري جيكل، واستيقظت وأنا إدوارد هايد. كيف يمكن أن يحدث؟ كان السؤال التالي الذي يدور في ذهني، وربما السؤال الأكثر إلحاحا: كيف يمكن علاج هذا؟ كان الوقت منتصف الصباح، وجميع الخدم مستيقظون، والعقار في المختبر، ومن المستحيل أن أسير عبر الفناء للحصول عليه. كان من الممكن أن أغطي وجهي، لكن هذا ما كان ليخفيني بالدرجة الكافية. ومن حسن الحظ أخذت نفسا عميقا وأدركت أن خدامي قد اعتادوا بالفعل مجيء وذهاب هايد. فارتديت ملابسي في عجالة وغادرت الغرفة. مررت ببرادشو الخادم، الذي ارتعد من حضور مستر هايد في وقت مبكر من النهار. وقطعا لفت نظره أيضا ملابسي الفضفاضة. واختفى مستر هايد في الفناء. وبعدها بعشر دقائق كان الدكتور جيكل جالسا لتناول الإفطار، متظاهرا أنه شغوف بالطعام.
كنت على دراية بأنني لن أكون قادرا على الاستمرار في حياتي المزدوجة التي كنت أفقد السيطرة عليها، فيما تزيد سطوة هايد عليها الآن. وظننت أنه ازداد قوة بالفعل، إذ كنت أتحول من جيكل إلى هايد دون أن أتناول الدواء. وكان عقلي - أو جسدي، لم أكن أعرف أيا منهما - يتحول وحده. عندئذ بدأ الدواء يفقد مفعوله بالفعل، فكنت أضطر أن أتناول ضعف الجرعة المعتادة ثلاث مرات كي أتحول ما بين الشخصيتين. في بداية هذه التجربة كان من الصعب أن أتخلى عن شخصية دكتور جيكل، والآن العكس صحيح تماما ؛ فقد أكدت أحداث تلك الصبيحة أن فقد مستر هايد صار أكثر صعوبة. كان من الجلي أنني أفقد التحكم في ذاتي الأصلية الأفضل؛ فشخصيتي الشريرة الوحشية أخذت تتقوى.
علمت أنني مضطر أن أختار بينهما. كان جيكل قلقا ومهتما بشأن أفعال هايد وعيشه الكريم، أما هايد فلم يكن مباليا بشأن جيكل بالمرة. كان فقدان هايد بالنسبة لي فقدان بعض الشرور التي صرت أستمتع بها، أما التخلي عن جيكل فقد عنى أنني سأصير بلا أصدقاء ومكروها من الجميع. علمت أنني لا أستطيع تحمل العيش بهذه النتيجة.
لذا تخليت عن هايد، لكنني كنت لا أزال محتفظا بالشقة الكائنة في حي سوهو، وملابس هايد معلقة في دولاب مختبري، لكنني لم أستخدم الدواء. وعلى مدار شهرين حييت حياة هادئة وحذرة. وقد سعدت بهذه الحياة بعض الوقت؛ إذ كان ضميري صافيا، غير أن الرغبات والغرائز لم تفارقني، لكنها كانت مستكنة فحسب. مرة أخرى وجدت نفسي أعد جرعة الدواء وأتجرعها.
وظل شيطاني حبيسا زمنا طويلا، وجاء هايد مزمجرا وهائجا على نحو لم أتوقعه. وفيما كنت أتجرع الدواء علمت أن هذه المرة ستكون مختلفة. كنت على دراية بأن هايد يبتغي أن يعوض الوقت الضائع. وحدث أنه في هذه الحالة قابل هايد مصادفة سير دانفرز في ممر الحديقة. لا أذكر كثيرا عن الحادث، لكن هايد كان غاضبا غضبا أعمى، ووقع الأمر برمته سريعا.
أنا الملام على كل هذا، لأن هايد هو من ارتكب الفعل الشنيع، لكن صدقني ما كان جيكل ليفكر في الأمر من الأساس. علمت أن حياتي انتهت عند هذه اللحظة أيضا. هرب هايد أو أنا من موقع الجريمة، وهرعت إلى شقة سوهو، وأحرقت كل أوراقي كي أطمث أي أدلة. وعندئذ بدأت أجول في شوارع لندن. وفكر هايد في جرائم القتل الأخرى التي يحب أن يرتكبها. والآن وبعد أن تذوق طعم الدماء خشيت ألا يتوقف.
ناپیژندل شوی مخ