مصري پوځ په روسي جنګ کې چې د قرم جنګ په نامه يادیږي
الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم
ژانرونه
واسمها أردجا بضم الهمزة وإسكان الراء وضم الدال المهمل وجيم وألف، وارد بلسانهم المحلة وسميت بذلك لولادتها في المحلة، وهي بنت الأمير الكبير عيسى بك أمير الألوس بضم الهمزة واللام ومعناه أمير الأمراء وأدركته حيا وهو متزوج ببنت السلطان إيت كججك، وهذه الخاتون من أفضل الخواتين وألطفهن شمايل وأشفقهن، وهي التي بعثت إلي لما رأت بيتي على التل عند جواز المحلة كما قدمناه، دخلنا عليها فرأينا من حسن خلقها وكرم نفسها ما لا مزيد عليه، وأمرت بالطعام فأكلنا بين يديها ودعت بالقمز فشرب أصحابنا، وسألت عن حالنا فأجبناها ودخلنا أيضا إلى أختها زوجة الأمير علي بن أرزق. (12) ذكر بنت السلطان المعظم أوزبك
اسمها إيت كججك، وإيت بكسر الهمزة وياء مد وتاء مثناة، وكجك بضم الكاف وضم الجيمين ومعنى اسمها الكلب الصغير، فإن إيت هو الكلب وكججك هو الصغير، وقد قدمنا أن الترك يسمون بالفأل كما تفعل العرب، وتوجهنا إلى هذه الخاتون بنت الملك وهي في ملحة منفردة على نحو ستة أميال من محلة والدها، فأمرت بإحضار الفقهاء والقضاة والسيد الشريف ابن عبد الحميد وجماعة الطلبة والمشائخ والفقراء، وحضر زوجها الأمير عيسى الذي بنته زوجة السلطان، فقعد معها على فراش واحد وهو معتل بالنقرس فلا يستطيع التصرف على قدميه ولا ركوب الفرس، وإنما يركب العربة، وإذا أراد الدخول على السلطان أنزله خدامه وأدخلوه إلى المجلس محمولا، وعلى هذه الصورة رأيت أيضا الأمير نغطي وهو أبو الخاتون الثانية، وهذه العلة فاشية في هؤلاء الأتراك، ورأينا من هذه الخاتون بنت السلطان من المكارم وحسن الأخلاق ما لم نره من سواها وأجزلت الإحسان وأفضلت، جزاها الله خيرا. (13) ذكر ولدي السلطان
وهما شقيقان وأمهما جميعا الملكة طيطغلي التي قدمنا ذكرها، والأكبر منهما اسمه تين بك بتاء معلوة مكسورة وياء مد ونون مفتوح، وبك معناه الأمير وتين معناه الجسد؛ فكأن اسمه أمير الجسد واسم أخيه جان بك بفتح الجيم وكسر النون، ومعنى جان الروح؛ فكأنه يسمى أمير الروح، وكل واحد منهما له محلة على حدة.
وكان تين بك من أجمل خلق الله صورة وعهد له أبوه بالملك، وكانت له الحظوة والتشريف عنده ولم يرد الله ذلك؛ فإنه لما مات أبوه ولى يسيرا ثم قتل لأمور قبيحة جرت له، وولي أخوه جان بك وهو خير منه وأفضل، وكان السيد الشريف ابن عبد الحميد هو الذي تولى تربية جان بك، وأشار علي هو والقاضي حمزة والإمام بدر الدين القوامي والإمام المقرئ حسام الدين البخاري وسواهم حين قدومي أن يكون نزولي بمحلة جان بك المذكور لفضله؛ ففعلت ذلك. (14) ذكر سفري إلى مدينة بلغار
وكنت سمعت بمدينة بلغار فأردت التوجه إليها لأرى ما ذكر عنها من انتهاء قصر الليل بها وقصر النهار أيضا في عكس ذلك الفصل، وكان بينها وبين محلة السلطان مسيرة عشر، فطلبت منه من يوصلني إليها فبعث معي من أوصلني إليها وردني إليه ووصلتها في رمضان، فلما صلينا المغرب أفطرنا وأذن بالعشاء في أثناء إفطارنا فصليناها وصلينا التراويح والشفع والوتر وطلع الفجر إثر ذلك، وكذلك يقصر النهار بها في فصل قصره أيضا وأقمت بها ثلاثا. (15) ذكر أرض الظلمة
وكنت أردت الدخول إلى أرض الظلمة والدخول إليها من بلغار وبينهما مسيرة أربعين يوما، ثم أضربت عن ذلك لعظم المؤنة فيها وقلة الجدوى، والسفر إليها لا يكون إلا في عجلات صغار تجرها كلاب كبار، فإن تلك المفازة فيها الجليد فلا يثبت قدم لآدمي ولا حافر الدابة فيها، والكلاب لها الأظفار فتثبت أقدامها في الجليد ولا يدخلها إلا الأقوياء من التجار الذين يكون لأحدهم مئة عجلة أو نحوها موقرة بطعامه وشرابه وحطبه؛ فإنها لا شجر فيها ولا حجر ولا مدر.
والدليل بتلك الأرض هو الكلب الذي قد سار فيها مرارا كثيرة، وتنتهي قيمته إلى ألف دينار ونحوها، وتربط العربة إلى عنقه ويقرن معه ثلاثة من الكلاب ويكون هو المقدم وتتبعه سائر الكلاب بالعربات، فإذا وقف وقفت، وهذا الكلب لا يضربه صاحبه ولا ينهره، وإذا حضر الطعام أطعم الكلاب أولا قبل بني آدم وإلا غضب الكلب وفر وترك صاحبه للتلف، فإذا كملت للمسافرين بهذه الفلاة أربعون مرحلة نزلوا عند الظلمة وترك كل واحد منهم ما جاء به من المتاع هنالك وعادوا إلى منزلهم المعتاد، فإذا كان من الغد عادوا لتفقد متاعهم فيجدون بإزائه من السمور والسنجاب والقاقم، فإن أرضى صاحب المتاع ما وجده إزاء متاعه أخذه، وإن لم يرضه تركه فيزيدونه وربما رفعوا متاعهم، أعني أهل الظلمة، وتركوا متاع التجار.
وهكذا بيعهم وشراؤهم ولا يعلم الذين يتوجهون إلى هنالك من يبايعهم ويشاريهم أمن الجن أم من الإنس ولا يرون أحدا، والقاقم هو أحسن أنواع الفراء، وتساوي الفروة منه ببلاد الهند ألف دينار، وصرفها من ذهبنا مئتان وخمسون، وهي شديدة البياض من جلد حيوان صغير في طول الشبر وذنبه طويل يتركونه في الفروة على حاله، والسمور دون ذلك تساوي الفروة منه أربعمائة دينار فما دونها، ومن خاصية هذه الجلود أنه لا يدخلها القمل، وأمراء الصين وكبارها يجعلون منه الجلد الواحد متصلا بفرواتهم عند العنق، وكذلك تجار فارس والعراقيين، وعدت من مدينة بلغار مع الأمير الذي بعثه السلطان في صحبتي فوجدت محلة السلطان على الموضع المعروف بدش دغ وذلك في الثامن والعشرين من رمضان، وحضرت معه صلاة العيد وصادف يوم العيد يوم الجمعة. (16) ذكر ترتيبهم في العيد
ولما كان صباح يوم العيد ركب السلطان في عساكره العظيمة، وركبت كل خاتون عربتها ومعها عساكرها، وركبت بنت السلطان والتاج على رأسها؛ إذ هي الملكة على الحقيقة ورثت الملك من أمها، وركب أولاد السلطان كل واحد في عسكره، وكان قد قدم لحضور العيد قاضي القضاة شهاب الدين السايلي ومعه جماعة من الفقهاء والمشائخ فركبوا وركب القاضي حمزة والإمام بدر الدين القوامي والشريف ابن عبد الحميد.
وكان ركوب هؤلاء الفقهاء مع تين بك ولي عهد السلطان ومعهم الأطبال والأعلام، فصلى بهم القاضي شهاب الدين، وخطب أحسن خطبة وركب السلطان وانتهى إلى برج خشب يسمى عندهم الكشك، فجلس فيه ومعه خواتينه، ونصب برجان دونهما عن يمينه وشماله فيهما أبناء السلطان وأقاربه، ونصبت الكراسي للأمراء وأبناء الملوك وتسمى الصندليات عن يمين البرج وشماله فجلس كل واحد على كرسيه، ثم نصبت طبلات للرمي لكل أمير طومان طبلة مختصة به، وأمير طومان عندهم هو الذي يركب له عشرة آلاف فكان الحاضرون من أمراء طومان سبعة عشر يقودون مئة وسبعين ألفا وعسكره أكثر من ذلك.
ناپیژندل شوی مخ