جوهره
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
خپرندوی
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
د خپرونکي ځای
الرياض
تحيةَ مَن أوليتَهُ منكَ نِعمةً ... إذا زارَ عن شحطٍ بلادَك سَلَّما
فما كان قيسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ واحدٍ ... ولكنه بُنيانُ قومٍ تَهدَّما
ومن بني مُرَّة بن عُبيد أخي مِنقَر بن عُبيد الأحنف بن قيس: واسمه الضحاك بن قيس في رواية. وقال أبو اليظان: هو صخر بن قيس بن معاوية ابن حصن بن عُبادة بن النزَّال بن مرة بن عُبيد. ورهطه بنو مرة بن عُبيد الذين بعثوا بصدقات أموالهم إلى رسول الله ﷺ مع عِكْراش بن ذُؤيب، يكنى الأحنف أبا بحر. وأتى رسول النبي ﷺ بني تميم، يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوا. فقال الأحنف: إنه ليدعوكم إلى مكارم الأخلاق، وينهاكم عن ملائمها، فأسلموا.
وأسلم الأحنف، ولم يَفِد إلى رسول الله ﷺ، فلما كان زمن عمر وفَدَ إليه، وشهد مع علي صِفيِّن، ولم يشهد الجمل مع أحد من الفريقين. وحدَّث أبو بكر بن أبي خيثمة قال: نا موسى بن اسماعيل قال: نا حماد بن سلمة عن عليَّ زيد عن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ جاء رجل من بني ليثٍ فأخذ بيدي. فقال ألا أبشِّرك؟ فقلت: بلى. قال: هل تذكر إذ بعثني رسول الله ﷺ إلى قومك بني سعدٍ، فجعلت عليهم الإسلام، وأدعوهم إليه؟. فقلت أنت: إنه ليدعوكم إلى خيرٍ، وما حسَّن إلا حسنًا. فبلَّغتُ ذلك إلى رسول الله ﷺ. فقال رسول الله ﷺ: " اللهم اغفرْ للأحنف ". قال الأحنف: هذا من أرجا عملي عندي.
كان الأحنف بن قيس أحد الجَّلةِ الحلماء الدُّهاةِ، الحكماء العقلاء. يعدُّ في كبار التابعين بالبصرة. وذهبت إحدى عينيه يوم الحَرَّة وذكر الطبري في
1 / 281